كثر الجدل واللغط والتناكف دعك من التراشق «البيزنطي» في شتى وسائل الاتصال حول قضية الزوجة التي خانت زوجها وأمعنت في فعلتها حيث قالت دون أنملة حياء وأمام الشرطة بأنها تريد البقاء مع «البوي فرند» هكذا بكل وقاحة!.. لم هذه الهالة، هل بسبب الخيانة فقط؟، أم بسبب الإمعان والتبجح الذي لا يصدر إلا ممن تجردن من القيم والأخلاقيات فما بال الأمر من مسلمة؟.. أم لتوسل تلك القصة كذريعة لتشويه سيرة المبتعثات لغرض حرمانهن من فرص الابتعاث، وهذا هو الأرجح لكون السارد لهذه القصة أو لنقل «الوصي» الذي نصب نفسه حامي النساء أو «منقذهن» إن جاز الوصف من الوقوع في براثن «الابتعاث وموبقاته»!، ذكر ضمن أقواله أنه لا يؤيد الابتعاث سوى للمرأة المتزوجة فقط وعدا ذلك تبقى داخل نطاق بلدها حتى يكتب الله لها إحدى الحسنيين إما زوجا أو قبرا!، يا لها من مفارقة، فأي عفة هذه التي تتمرد وتتخلى عن وازعها وتتحرر من دينها وقيمها بمجرد أن تطأ بلدا غير بلدها. المفارقة الأغرب هي تناقض قصته مع توصيته فالقصة تتمحور حول خيانة «زوجة» وتوصيته لجهة للاتي لم يتزوجن.. عموما لسنا في وارد التمحيص في القصة وحيثياتها أكانت حقيقية أو مبتورة أو ربما من وحي الخيال، ولتكن حقيقية دونما شائبة على غرار حق أريد به باطل، فليس بدعا خيانة الزوجة لزوجها، أما الإمعان في الخيانة كالبوي فرند إلى آخر الديباجة، وليكن ذلك صحيحا فمن هانت عليها الخيانة ليس بمستغرب عليها فعل ما هو أكثر من ذلك وقد تكون فعلته أو تفعله في بلدها لو سنحت لها الفرصة فالجرم إذا وجد في المرء تتسع تجليات تنفيذه أو تضيق تبعا للمتغيرات والمساحة المتاحة.. غاية الأمر تبقى تلك القصة حالة فردية لا يصح تعميمها أو سحبها بالمجمل.. لا أعتب على هؤلاء الذين لا هم لهم سوى أن تبقى المرأة رهينة الجهل والصفاقة وإن شئت «الرعونة» لكونهم أساؤوا لزوجاتهم وأخواتهم وبناتهم لا لشيء، فقط لردهن عن العلم والاستنارة، كأني بهم لم يقرؤوا قول الإمام علي بن أبي طالب: «كل إناء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع به» .. عتبي على «بعض» المثقفين والكتاب الذين ما برحوا يتكالبون على تفنيد وتكذيب مثل تلك القصص فبقطع النظر إن كانت واقعية أو ملفقة كان الأجدر بهم التركيز على دحض ما وراء مزاعمهم وفضح مآربهم، مؤسف أن تتأتى الإساءة من أبناء جلدتنا لغايات ومرامٍ عدمية. المحزن أن بعضهم بل كثير منهم وعاظ ومثقفون، أو هكذا حسبناهم وقد يصح عليهم القول: «بالملح نصلح ما نخشى تغيره فكيف بالملح إن حلت به الغِير».