وصف الناقد والكاتب الصحفي خالد ربيع السيد تواصل الشباب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الشأن الثقافي ب«الحراك الإيجابي». وأكد أن هذا الاهتمام لدى الشباب ليس وليد الفترة الأخيرة، بل كان منذ سنوات، عندما بدأت مجاميع من الشباب في تكوين ما يشبه الأندية الثقافية، سواء في الواقع الحقيقي أو في الواقع الإلكتروني، وانعكس هذا الاهتمام بأن خرجت أصوات جديدة شابة من الجنسين في مختلف اتجاهات الثقافة، سواء الإبداعية النظرية أو الإبداعية التطبيقية، حيث ظهر شعراء، وكتاب قصة، ومدونون، وممثلون مسرحيون، ومخرجون سينمائيون، ومصممو غرافيك، وتشكيليون، وفوتوغرافيون، ومقدمو عروض مرئية على اليوتيوب، وغير ذلك الكثير. وأضاف السيد إن التواصل عبر الفيس بوك لا يعد هو المؤشر الوحيد على تفاعل هؤلاء الشباب والشابات، فهناك مؤشرات أخرى تؤكد هذا الاهتمام الشبابي بالشأن الثقافي، فمن خلال معارض الكتب والملتقيات الثقافية والمهرجانات السياحية والمعارض الفنية والندوات الفكرية، نلاحظ تزايد أعداد الشباب المهتمين بتثقيف أنفسهم وتفاعلهم مع هذه الأنشطة، وبالتالي، ينعكس ذلك على إنتاجهم وابتكارهم في مختلف المجالات الحيوية وليس الأدبية والكتابية فقط، فالثقافة لا تعني الأدب والشعر فقط، هي كل مل يقوم به الإنسان بجهد منظم هادف الى الرقي المعرفي. وبين الناقد السيد أن هناك العديد من المشاركات الشبابية في مسابقات سوق عكاظ تقدمت لمسابقات الشعر والتشكيل والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، كل ذلك يعكس اهتماما حقيقيا يبديه الشباب من الجنسين للتفاعل مع كل ما هو ثقافي وفني. ويرى السيد أن الانفراج الثقافي العام الذي تعيشه المملكة شجع كثيرا على إقبال الشباب على ممارسة هواياتهم المختلفة، ومن ضمنها النشاط التطوعي، فهو أيضا نشاط ثقافي جدير بالتقدير والتوجيه، مبينا أن من الأنشطة الثقافية الشبابية الجديرة بالدعم هو اتجاه فئات من الشباب والشابات إلى إعطاء دورات للأطفال في فنون التصوير والجرافيكس والرسم والخط، وإنشاء مجموعات للقراءة والمناقشة والتفكير الناقد، مثل هذا الفعل يبشر بتطور الأجيال ونماء المعرفة، وينعكس إيجابا على حياتنا العامة، و«كذلك بعض الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية والبيوت التشكيلية تقيم، بين وقت وآخر، دورات في فنون مختلفة، منها فن إلقاء الشعر، وكيفية كتابة السيناريو، والرسم باستخدام «الأكريلك» أو الرسم على الزجاج، وغيرها.