أشاد أكاديميون ونقاد وأدباء شبان باهتمام اللجنة التنظيمية لسوق عكاظ بالشباب، والذي تجسد في استهلال افتتاح السوق بندوة «ماذا نريد من الشاب وماذا يريدون منا؟»، ودعوة شاب وفتاة من مواقع التواصل الاجتماعي لحضور فعاليات حفل الافتتاح، واعتبروه مؤشرا إيجابيا في الدلالة على إدراك دور الشباب في التنمية والتغيير الإيجابي، «عكاظ» ناقشتهم حول أبعاد ومغزى اهتمام سوق عكاظ بالشباب في ثنايا الاستطلاع التالي: في البدء، أثنت أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة فاطمة إلياس على مبادرة سوق عكاظ بدعوة كل من رائد سمرقندي من موقع تويتر ومنى المالكي من موقع فيس بوك، لحضور حفل الافتتاح، ورأت أنه يتماشى مع روح الإعلام الجديد المكتسح من قبل فئة الشباب، وقالت «اتجاه اللجنة الإشرافية على السوق إلى فتح جسور الحوار مع الشباب، واستقطابهم لحضور ومتابعة الأنشطة يعد نجاحا بلا شك؛ لأنها ذهبت إليهم في عقر تقنيتهم، وتحدثت إليهم بنفس لغتهم الإلكترونية»، وأضافت «افتتاح ندوات سوق عكاظ بالندوة الحوارية (ماذا نريد من الشاب وماذا يريدون منا) يعد تتويجا لاهتمام القائمين على السوق، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بالشباب والشابات، وإدراكا لدور شباب وشابات الجامعات في التنمية والتغيير الإيجابي لبوصلة المجتمع، نحو آفاق حضارية وإنسانية أرحب وأعمق، خصوصا أنهم يمثلون النسبة الأكبر من السكان». الحراك الإيجابي من جانبه، وصف الناقد والكاتب الصحفي خالد ربيع السيد تواصل الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الشأن الثقافي بالحراك الإيجابي، وحصر هذا الاهتمام لدى الشباب في الفترة الأخيرة، قائلا «منذ عدة سنوات بدأت مجاميع من الشباب في تكوين ما يشبه الأندية الثقافية، سواء في الواقع الحقيقي أو في الواقع الإلكتروني، وانعكس بخروج أصوات جديدة شابة من الجنسين في مختلف اتجاهات الثقافة، سواء الإبداعية النظرية أو التطبيقية»، وأضاف «ظهر شعراء وكتاب قصة ومدونون وممثلون مسرحيون ومخرجون سينمائيون ومصممو غرافيك وتشكيليون ومصورون فوتوغرافيون ومقدمو عروض مرئية على اليوتيوب». وأوضح أن التواصل عبر الفيس بوك لا يعد المؤشر الوحيد على تفاعل الشباب، حيث تتوفر مؤشرات أخرى تؤكد اهتمام الشباب بالشأن الثقافي، منها إقبالهم على معارض الكتب والملتقيات الثقافية والمعارض الفنية والندوات الفكرية، معتبرا أن الثقافة لا تعني الأدب والشعر فقط، بل كل ما يقوم به الإنسان بهدف الرقي المعرفي، وأشار إلى أن الشباب ساهموا بالعديد من المشاركات في مسابقات سوق عكاظ، في مجال الشعر والتشكيل والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، واعتبر السيد أن ما وصفه بالانفراج الثقافي العام الذي تعيشه المملكة شجع كثيرا على إقبال الشباب لممارسة هواياتهم المختلفة، ومن ضمنها النشاط التطوعي الذي يعد نوعا من النشاط الثقافي. استثمار الطاقات الإبداعية بدورهن، أبدت شابات سعادتهن بحضور الشباب اللافت في المشهد الثقافي، وقالت لمى الشريف (صاحبة «ليس أنا» وهو ديوان شعري باللغة الإنجليزية): «ما كان ينقص الشباب في المرحلة السابقة هو الثقة في أدواتهم وأطروحاتهم، لكن تحرك القليل منهم منح الآخرين حافزا للمضي نحو المشهد الثقافي، وانطلاقا من ذلك تشكلت حالة التفاعل مع الساحة الأدبية»، فيما رأت صاحبة الديوان الشعري «حنجرة المطحنة» مها النهدي أن اتجاه سوق عكاظ لشريحة الشباب دلالة على الإيمان الحقيقي بفكرهم ورؤيتهم، مضيفة أن دمج الشباب في السوق يعد همزة وصل بين الأدب القديم والحديث وردما للفجوة بين الشباب والثقافة، واعتبرت هنادي محمد صاحبة ديوان «صهيل فرسي» أن نجاح سوق عكاظ في استقطاب الأنظار خطوة نحو التميز في استثمار الطاقات الإبداعية للشباب، مشيرة إلى أن السوق يواصل دوره في توثيق الأدب والفكر، كما كان سجلا للمنجز الثقافي عبر التاريخ.