من الطبيعي أن يبحث النادي الأهلي عن مصلحته، ومن المنطقي أن يسعى نادي الاتحاد لتحقيق مصلحته، ولكن الأهم أن يراعي الاتحاد السعودي لكرة القدم مصالح كافة الأندية، وفي غاية الأهمية أن يطبق لوائحه وأنظمته وإجراءاته على الحالات التي تحصل، والسؤال هل طبق الاتحاد السعودي لوائحه وأنظمته وإجراءاته قبل أن يتخذ قرار التأجيل. تابعنا قبل يومين تصريحا لرئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح قال فيه إن التأجيل يخضع لشرطين، أولهما أن يكون طلب التأجيل يتضمن أسباباً مقنعة، وبقرار الرفض للجنة السابق يعني أن الأسباب كما تراها اللجنة لم تكن مقنعة، والشرط الثاني الذي أشار إليه المصيبيح هو موافقة الطرف الآخر المعني باللقاء وهو نادي الاتحاد، والسؤال الذي يفرض نفسه هل تم أخذ موافقة نادي الاتحاد؟ وكما هو معروف تم تجاهل نادي الاتحاد ولم يسأل عن رأيه. أما مقولة إن اتحاد الكرة اتخذ قراره بالتصويت فإن ذلك سيفتح باباً كبيراً من الإشكالات التي لا حصر لها، ومفاده أن كل قرار يصدر من لجنة من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يجتمع ويصوت ويلغي قرار تلك اللجنة، وهي المأساة الحقيقية والفوضى التنظيمية «وتشريع لنظام جديد». مؤسف جداً أن طلب تأجيل يفتح كل هذه الإشكالات.. لست مع الأهلي ولا الاتحاد ولا ضد أي منهما، ولكن مع النظام الذي طبق في الموسم الماضي مع الاتحاديين حينما طالبوا بتأجيل مباراتهم مع الشباب، وتم إحالة طلب نادي الاتحاد للطرف الآخر نادي الشباب الذي رفض، وأجبر الاتحاد على اللقاء. كما أن الاتحاد سئل من قبل عن طلب الهلال بالتأجيل فرفض، فاتخذ القرار بالموافقة على تأجيل المباراة دون اعتبار لرفض الاتحاديين. والسؤال المتكرر لماذا نادي الاتحاد دائماً هو المتضرر؟، فالفريق الاتحادي اعتمد على قرار لجنة المسابقات ولم يبرمج أي مباراة ودية استعداداً لمواجهته الآسيوية، واعتبر مباراة الديربي أمام شقيقه الأهلي هي خير إعداد لملاقاة غوانزهو الصيني، والآن بعد القرار المفاجئ بالتأجيل بات نادي الاتحاد في موقف محرج ومهيأ بتلقي خسارة لا سمح الله من الفريق الصيني وفقاً لقرار اتحاد الكرة السعودي الذي أضر بالعميد ولم يراعِ مصالحه، ولو اتخذ قرار الموفقة بالتأجيل مع الطلب الأول الأهلاوي لكان الأمر عادياً، حيث لا يوجد نادٍ سعودي متضرر. خلاصة الكلام أن اتحاد الكرة بقراره غير المبني على أنظمة ولوائح وإجراءات يسير في الاتجاه المعاكس.