في عام 1958، وخلال حوار مع مجلة «باريس ريفيو»، اعترف الروائي الأمريكي الكبير إرنست همنغواي بأن نهاية روايته التي صدرت بعنوان «وداعا للسلاح»، والتي تروي قصة حب بين سائق سيارة إسعاف أمريكي كان يعمل في الجيش الإيطالي، وبين ممرضة إنكليزية، خلال الحرب العالمية الأولى، قد تطلبت منه جهودا كبيرة، لدرجة أنه اضطر إلى إعادة كتابتها تسعا وثلاثين مرة قبل أن يقرر نشر الرواية. وحتى الآن، لم يتم نشر النسخات المختلفة لهذه الرواية العظيمة في نتاج الكاتب الأمريكي. لكن اتفاقا جرى بين حفيد همنغواي وناشره التاريخي «سكرايبنر» جاء ليبدل المعادلة، فرواية «وداعا للسلاح» سوف تظهر من جديد، في وقت قريب، بشكل يتيح للقراء اكتشاف النهايات المعقدة التي واجهها المؤلف لكي ينهي روايته. صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن النسخ المختلفة لهذه الرواية قد تم حفظها بعناية شديدة، في مكتبة جون إن كنيدي، حتى قرر «شتين همنغواي» حفيد الكاتب الكشف عنها، وإخراجها إلى العلن، ولكنه لم يعثر على 39 نسخة كما قال جده، بل على سبع وأربعين نسخة مختلفة، من بينها نهايات وحشية، في بعض الحالات، ومتفائلة في حالات أخرى، وقد كشف موقع «بيبلوبسي» الإلكتروني عن أن إحدى النهايات، كان مصدرها الكاتب «فرانسيس سكون فيتجيرالد» صاحب كتاب «غاتشبي الرائع» الشهير، الذي كان قدم اقتراحا لصديقه همنغواي. وهذه النهاية تقول «العالم يقتل الأفضل والأجمل والأشجع من بين الناس، دون أي تمييز. فإذا لم تكن من بين هؤلاء يمكنك أن تتأكد من أنه سوف يقتلك أيضا، ولكن بدون أي استعجال». لكن همنغواي اعتبر، في وقت لاحق، أن هذا الاقتراح «سخيف». من جانبه، اعترف الناشر، بين السطور، أن الهدف من وراء إعادة النشر هذه، هو إنعاش الاهتمام بروائع أحد أكبر الروائيين الأمريكيين، وأوضحت المتحدثة باسم الناشر «سوزان مولدو» أنه «يحب تجديد العرض، وإلا يفقد الناس اهتماماتهم»، وأضافت أن النهاية التي اختارها الكاتب لروايته، وهي نهاية بعيدة عن العشق، يبدو فيها البطل يغادر المستشفى تحت المطر الغزير، استطاع مقاومة الزمن.