يحدث أن تتسابق التصريحات بأهمية الإخلاص والتفاني والحرص في تأدية الأمانة، ويحدث أن تمتلئ الصحف بأخبار جاهزية المباني المدرسية الحكومية منها والمستأجرة بشكل تام، ويحدث أن تخرج الخطط الاستراتيجية من أرشيف ملفات الخطط المدروسة على ذات الطاولة والحديث، ويحدث أن تنهمر التعاميم العاجلة وغير العاجلة بين وزارة التربية والإدارات التعليمية ومكاتب الإشراف في جميع المناطق، ويحدث أن تنهال مشاريع الصيانة وتباشرها أيدي المقاولين المنتفخين بالوعود والإنجازات نحو اكتمال جاهزية الأماكن التعليمية في الأوقات المحددة، ويحدث أن يستيقظ الطلاب والطالبات بعد الظهر للذهاب للمدارس الإسعافية (وأقصد هنا القريبة شبه الجاهزة) لعدم التزام المقاولين أنفسهم بالوعود المجانية، ويحدث أن تقرأ المليارات المعدة خصيصا لحكاية القضاء على المباني المستأجرة وتجد حركة ملحوظة نحو هذا التوجه المحاصر بالبطء وقلة الأراضي والمساحات وازدياد الميزانية المرصودة، ويحدث أن يرتفع صوت مظلمة معمرة للمعلمين والمعلمات في سبيل الحصول على المستويات المستحقة الموازية لسنوات خدمتهم، ويحدث أن توقع الوزارة عقود نظافة المنشآت المدرسية والمباني التعليمية مع شركات خاصة دون متابعة تنفيذ بنود العقد ومحاسبة المقاولين الذين ألفوا عدم الالتزام بتوفير العمالة واعتادوا جني الأرباح من بيع الفيز كما اعتاد المعلمون والمعلمات دفع رواتب العمال بالقطة الناشفة إلى حدٍ ما، ويحدث أن يباشر النظافة داخل الجهات الحكومية بسبب هذا الفساد الظاهر عمالة متسيبة وبلا إقامات نظامية. كل عام دراسي تحدث أشياء كثيرة متكررة وصلت حد المألوف والمعتاد متبوعة بذات الصوت الكبير المتكرر عن التوصية وأخذ أسباب الأمانة التي من أقل شروطها الوقوف على حال مدرسة إلى حد كتابة هذا المقال لا يوجد فيها سوى السقف والجدران والمكيفات، اللهم إلا من فزعات القطة في شراء ثلاجة وفرش وألعاب إدراكية ووسائل تعليمية حسب المستطاع المعقود بأمل صرف بدل التعيين قبل انتهاء الشهر. [email protected]