في الوقت الذي سينتظم فيه نحو 150 ألف طالب وطالبة صباح اليوم في الدراسة لبدء عامهم الدراسي الجديد في مدارس منطقة جازان، مازال عدد كبير من تلك المدارس يعاني من تدني مستوى النظافة والصيانة، وسط تذمر عدد من منسوبيها الذين أكدوا أنهم اضطروا لجلب عمالة على حسابهم الخاص لتنظيف مدارسهم مطالبين بتوفير شركات نظافة داخل المدارس مما يساعد على تهيئة الجو المناسب والصحي للطلاب. ورصدت "الوطن" خلال جولتها على عدد من المدارس "الحكومية والمستأجرة"، عدم جاهزية الكثير منها، وعبر عدد من مديري المدارس عن حجم معاناتهم في تنظيف وتجهيز المدارس قبل استقبال الطلاب، خصوصاً أن المنطقة شهدت خلال الأشهر الماضية موجات من الغبار والتي اجتاحت العديد من المرافق داخل المدارس مما اضطرهم لجلب عمال على حسابهم الخاص لتنظيف مرافق مدارسهم وذلك لتهيئة الجو المناسب للطلاب. وطالب المشرف التربوي بتعليم جازان وليد قادري، بضرورة توفير شركات نظافة داخل المدارس مما يساعد على تهيئة الجو المناسب والصحي داخلها ويخفف من حمل المهام على مديري المدارس. فيما أوضح المعلم سعد الحمزي، أن العديد من من المدارس يعاني من نقص في المعلمين والمعلمات وذلك بسبب النقل إلى مدارس أخرى وبعضهم تمت إحالتهم للتقاعد، مؤكداً أن ذلك سيسبب ضغطا على إدارة المدرسة والمعلمين، لافتاً إلى أنه تم نقل أربعة معلمين من مدرسة فيما تقاعد معلم ولم تتم تغطية هذا النقص بمعلمين جدد حتى اللحظة من قبل الإدارة. بدوره، وصف سعد الحمزي أحد معلمي مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية، أن الوضع الحالي للعديد من المدارس يندى له الجبين من حيث الجاهزيه، مؤكداً أن المدرسة التي ينتسب لها تسلمت مبناها الحالي قبل أربع سنوات ولم تشهد المرافق فيها صيانة شاملة لها، إذ إن دورات المياه والميضأة معطله وغير مناسبة للاستخدام، مؤكداً أن إدارة المدرسة تقدمت لتعليم جازان بعدة طلبات منذ أكثر من خمسة أشهر من أجل صيانة المرافق لكن لم يتم تنفيذ هذه الطلبات حتى الآن. وأكد أحمد الزيلعي معلم التربية الفنية بإحدى المدارس المستأجرة، أن ضيق الفصول والمرافق داخل المدارس المستأجره يقف عائقا كبيرا أمام الكادر التعليمي لتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج مطالبا بضرورة توفير مبانٍ حكومية مهيئة بالشكل المناسب. وقال أحد أولياء الأمور محمد عواجي إن هناك مدارس تقع على شوارع عامة مما يشكل خطرا على الطلاب وربما تعرضوا لخطر الحوادث وخاصة لعدم وجود مطبات صناعية تساعد في تخفيف السرعة من قبل السائقين. من جهته، أوضح مدير تعليم مكتب وسط جازان أبوبكر ولي ل"لوطن" أمس، أن صيانة المباني المدرسية تندرج ضمن مهام إدارة شؤون المباني في الإدارة العامة، مبيناً أن صيانة المدارس تدخل في إجراءات متعددة تبدأ بملاحظة الاحتياج ورصده من قبل المختص ثم يتم تكليف متعهد الصيانة للقيام بالعمل وفق مقاييس يعدها ويتابعها المسؤولون في إدارة شؤون المباني بالإدارة ومن ثم ينفذها المقاول المتعهد بالصيانة في فتره تتراوح مدة العقد فيها ما بين أربعة أشهر إلى ستة وتتم هذه العملية بشكل سنوي. وعن شكاوى مديري المدارس من تأخر الصيانة، أكد أن السبب يعود لقلة العمالة المتخصصة في عمليات صيانة المباني، مشيراً إلى أنه يوجد لهذا العام متعهد للصيانة العاجلة وفريق من الفنيين المتخصصين في الكهرباء والسباكة والإلكترونيات وجاهزون لصيانة جميع أجزاء المبنى المدرسي عند الاحتياج وبشكل عاجل عند الطلب وذلك وفق الأولويات وتأثيرها على الطالب وجميع العاملين في المدرسة، بالإضافة إلى تزويد مخصصات النظافة التي تساعد مدير المدرسة في الحفاظ على البيئة المدرسية. من جانبه، أكد مدير عام التربية والتعليم بجازان المكلف غازي السهلي، أن لجنة الاستعداد للعام الدراسي الجديد قد أنهت جميع الأعمال المتعلقة بها من أجل بداية مميزة لعام دراسي جديد، لافتاً إلى أن هناك بعض المشاريع التعليمية تم الانتهاء من تنفيذها وستكون أبوابها مفتوحة لاستقبال طلابها اليوم، مشيراً إلى أن أكثر من ألف مدرسة للبنين والبنات ستستقبل طلابها اليوم.