تنتظر العديد من المراكز الصحية في محافظة جدة ما سبق وأعلنت عنه وزارة الصحة من تصنيف واستغناء عن المباني المستأجرة والتي ستنهض حتما بالخدمات التي تقدمها في ظل تذمر الكثيرون من رداءة المباني والعناية التي يتلقاها المراجعون. ووقفت «عكاظ» ميدانيا على أوجه القصور التي تعاني منها بعض المراكز الصحية والتقت بعدد من المراجعين الذين تحدثوا عن خدماتها. البداية كانت من شرقي جدة وتحديدا في مركز صحي حي السامر، ورحلة الوصول للمركز لم تكن سهلة في ظل عدم وجود لوحات إرشادية توضح الطرق المؤدية إليه إلا أن أحد السكان حاول جاهدا في وصف المكان وهناك تحدث خالد عويد السلمي قائلا: راجعت مركز صحي السامر مرة واحد وكان المراجعة ليلية، بعد أن تعرض طفلي لوعكة صحية، وتفاجأت بوجود المركز داخل الحي وعدم توفر مواقف. ويضيف السلمي أن شرق الخط السريع يشهد كثافة سكانية كبيرة، والمركز يغطي إضافة إلى السامر أحياء التوفيق والربيع، وفي المقابل تجد الخدمة المقدمة دون المطلوب بسبب نقص عدد الأطباء والكوادر التمريضية، الأمر الذي جعل المستوصفات الأهلية تأخذ وضعها من الحي استغلالا لتواضع إمكانيات المركز الصحي الحكومي. فيما كان عدد من سكان حي الجامعة أبدوا تذمرهم من قدم المبنى وعدم صلاحيته لتقديم الرعاية الصحية قال عبدالله الكيادي: أنا من سكان حي الجامعة، ولدي الكثير من الملاحظات على هذا المركز، أولها وجوده في مبنى قديم ومتهالك والباب يبان من عنوانه، تستقبلك واجهة تشعر بالكآبة وأنت تنظر إليها، إضافة إلى أنه مستأجر، وليس فيه مقومات المركز الصحي. وزاد لا يوجد سوى طبيب واحد فيما نعاني من نقص الأدوية في بعض الأحيان. وذكر مراد جوني أن مراكز الرعاية الأولية بحاجة إلى تحسين أدائها وجودة خدماتها التي ترقى لخدمة المراجعين والمراجعات، ولن تكون الخدمة متكاملة إلا بتوفر المباني المهيأة التي تتوفر بها جميع المقومات الصحية والخدمية والتي تبدأ من توفر مواقف السيارات، فلو نلاحظ أن الكثير من المراكز الصحية الحالية تنعدم فيها الكثير من الخدمات الرئيسية، مشيرا إلى أن استغلال المستشفيات والمستوصفات الخاصة ناتج عن القصور في تقديم الخدمات المناسبة للمراجعين. وأبدى شامي صديق الشاعري عدم رضاه عن الخدمات التي يقدمها مركز صحي الجامعة فهو يعاني من الكثير من المشاكل أولها وجوده في مبنى مستأجر قديم وضيق ولا تتوفر فيه الخدمات الصحية التي يحتاجها المريض ففي بعض الوقت لا تجد حتى الدواء والطبيب. ولم يكن مركز صحي النسيم، الواقع في نطاق المطار القديم، بأحسن حال من المراكز الصحية الأخرى فلدى سكان الحي الكثير من الملاحظات التي تتمثل في صعوبة الوصول إلى المركز حيث لا توجد لافتات كما يؤكد فيصل الزهراني لتحديد الموقع وقال: من غير المعقول أن تكون الرعاية الصحية لدينا بهذا الشكل، متى تتطور ونشعر أننا في مكان نتلقى فيه خدمة صحية راقية بدون مشقة أو معاناة فنحن نبحث عن العلاج والرعاية الصحية التي تخفف عنا آلامنا. ومن جهته أوضح مساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، الدكتور سامي بن صالح عيد، عن استحداث 15 مركزا صحيا جديدا، وذلك ضمن استراتيجية وزارة الصحة لبعض الأحياء داخل جدة، وخارجها إضافة إلى متابعة العمل في تنفيذ المشاريع التي تم تسلميها للمقاولين مؤخرا. ولفت د.سامي إلى أن إنشاء تلك المراكز تتمثل في شراء ما يزيد عن 11 قطعة أرض، مشيرا إلى العمل على رفع جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين من خلال برامج الجودة المطبقة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، والعمل على إشراك المواطن في عملية تطوير الخدمات والمساهمة في رفع مستوى كفاءة الأداء من خلال برامج علاقات المرضى وخدمة المجتمع.