الحديث عن مراكز الرعاية الصحية في جدة ذو شجون .. واجترار نواقصها وعثراتها ليس فيه جديد لكن المتابعين لأوضاع تلك المراكز يقولون إنهم يريدون منها القليل ثم يتساءلون هل تولت المراكز مهمتها كخط دفاع اول ضد المرض حتى لو كانت من العلل البسيطة .. ما مدى مساهمتها في توعية الناس وتعزير ثقافة الغذاء السليم ام انها تكتفي فقط بتضميد الجراح .. ويقول مواطن: لعلها تضمد جروحها هي. في برامج مراكز الرعاية وأهدافها المكتوبة تقديم خدمات الأمومة والطفولة وتحصين الأطفال ضد الامراض المعدية والمستوطنة والتقصي الوبائي ومعالجة الإصابات الشائعة بما في ذلك الجراحات البسيطة، وتوفير العقاقير الأساسية. أهداف جميلة .. ولكن يقول أحد المواطنين ولكن .. هل نجحت المراكز في تحقيقها.. يجيب على نفسه لا اعتقد فالطوابير الطويلة ومواعيد المراجعات التي تمتد الى أسابيع تؤكد وجود خلل ما في مكان ما. ويقول حمدان الشهري، من سكان حي الروابي، قضيت قرابة الساعة ونصف الساعة بحثا من موقع المركز الصحي في الحي وعند اهتدائي للمكان صدمتني الطوابير حيث كنت أعتزم تطعيم اطفالي ومن يعثر على الموقع يتوه في الشوارع بحثا عن موقف سيارة .. ويطالب الشهري بإيجاد موقع بديل عن الحالي. ويلتقط طرف الحديث سعيد القرشي ويضيف بأنه من سكان حي في شرق الخط السريع وانتقل الى حي المنار مطلع العام. ويطالب الشؤون الصحية بمراعاة معاناة المراجعين في أحياء شرق الخط السريع التي تعاني من كثافة سكانية عالية وضرورة انشاء مقر جديد لمركز صحي في المنطقة يكون مستعدا لاستقبال عشرات بل مئات المراجعين ويسهم في تقديم الرعاية الصحية والطبية لهم . وروى تجربته عندما اصيبت زوجته فحاول علاجها في المركز الصحي وفشلت محاولاته فاضطر لنقلها الى مستوصف خاص على حسابه. مرضى يعالجون أنفسهم سعيد الغامدي الذي جاء الى مركز صحي شرق الخط السريع برفقة احد أطفاله أبدى جملة من الملاحظات على المركز ويقول إنها كثيرة وواضحة للعيان أولها المبنى الضيق المستأجر وافتقاره لصالة انتظار وقلة المعينات الطبية والصيدلية. أما ثنيان السلمي من سكان حي الربيع فأكد عدم امكانية المركز الصحي الوحيد في الحي على استيعاب العدد الكبير علما بأن المركز يخدم ايضا المنار والتوفيق والسامر والاجواد ما دفع المواطنين للبحث عن مشاف بديلة على حسابهم حيث تستغل حاجة الناس بأسوأ صور الاستغلال لكن سلطان المالكي من حي المنتزهات يرى ان مشكلة المراكز الصحية تكمن في تدهور الرعاية الطبية في تخصصات مهمة واعتمادها على المسكنات لدرجة ان بعض المرضى باتوا يراجعون الصيدليات حاملين معهم وصفات طبية حرروها بأنفسهم واكتسب بعضهم خبرة طبية من فرط تعاملهم مع المراكز الصحية الكلاسيكية. وفي رأي عواض الحربي من سكان حي الجامعة أن الإهمال الذي يواجهه المواطنون في تلك المراكز دفعهم إلى هجرها والتوجه إلى المستشفيات الخاصة وتحمل مصاريفها الباهظة مشيرا الى أن حال عدد كبير من المراكز الصحية يجعل بعض المراجعين لايشعرون بوجودهم في منشأة طبية بسبب تدني مستوى النظافة وتهالك مبانيها. الصحة تشترى الأراضي في المقابل أبلغ «عكاظ» مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود، عن تدشين مجموعة من المراكز الصحية النموذجية في أحياء جدة و بدأت فعليا بتقديم خدمتها وأكد أن صحة جدة تسعى لتطوير مستوى العمل الطبي في مراكز الرعاية الصحية الأولية بشقيه العلاجي والوقائي نظرا لأنها تعد البوابة الرئيسية للخدمات الصحية المتمثلة في المستشفيات. وأضاف أن المراكز النوذجية تحوي عيادات تخصصية تشتمل على عيادة الأمومة والطفولة والتطعيمات وعيادة الكشف المبكر . وكشف باداوود عن خطة جديدة تطبق في الشؤون الصحية انتهت بشراء 12 قطعة أرض في أحياء السلامة والبوادي 1-2 والشرفية والأجواد والأجاويد والروابي والنهضة والمروة والسنابل والفهد والماجد لإنشاء مراكز طبية مزودة بأحدث التجهيزات خلال فترات زمنية قريبة. وأضاف هناك أحياء تتركز في جنوبجدة يصعب حاليا الحصول على أراض فضاء . مشيرا إلى أن لجنة مكونة من إمارة المنطقة والأمانة والمالية تعمل حاليا لتوفير أراض لإنشاء مراكز صحية وأن نحو ستة مراكز حديثة استلمت وانطلق العمل بها في كل من الصفا 2 وبريمان والمحجر وأبحر.