استمرار الموقف العربي الموحد تجاه القضية السورية ضروري ومحرك لكل الجهود التي تسعى لإنهاء مأساة الشعب السوري الذي يواجه آلة قمع فقدت كل الضوابط الأخلاقية والإنسانية. وليس بالإمكان بلورة أفكار أو اتخاذ خطوات عملية بدون الإرادة والغطاء العربيين. ولهذا يأتي اجتماع وزراء الخارجية العرب في سياق الدفع باتجاه توفير الوسائل التي تمكن الثورة السورية من التعامل مع الواقع الذي يفرضه النظام المتجبر على الأرض. فالجهود الدولية التي تعكسها تصريحات الإبراهيمي لا تشير إلى أفق يعطي الأمل في مخرج قريب، والواضح أن تحرك المجتمع الدولي يسير بوتيرة تسبقها حركة الأحداث على الأرض، الأمر الذي يمنح نظام بشار المزيد من الوقت لتنفيذ مخططه القائم على منهج القمع والحل العسكري المدعوم من حلفائه الإقليميين وشركائه والدوليين الذين يلعبون دورا مهما في عرقلة كل الجهود الدولية المؤثرة. ومن هنا تصبح أولوية الثوار في هذه المرحلة، هي إيجاد صيغة تمكنهم من الحصول على الدعم المادي الكافي للوقوف في وجه هذا المخطط مع توفير مساحة على الأرض تسمح لهم بالحركة الفاعلة. والسوريون باتوا أكثر قناعة بأن اقتلاع النظام يعتمد، في الدرجة الأولى على جهود الداخل وهو ما يجعل للدعم العربي أهمية كبرى على الصعيدين العسكري والإنساني. ومن الأهمية أن يكون التحرك العربي الموحد في هذا الاتجاه حتى يمكن لنتائج الثورة في الداخل أن تغير مواقف الدول التي ما تزال تؤمل في صمود النظام.