تسلم الإبراهيمي مهمته رسميا ليدخل في «الدوامة» السورية بحثا عن حل للقضية في أجواء وواقع لا يحملان الكثير من الأمل في إنجاح مهمته. وقد صدرت عنه إشارات وتلميحات غامضة تتسق مع حال التردد والخطوات المتعثرة التي تقودها الجهود الدولية. فماذا يتوقع من هذا الإبراهيمي الذي جاء امتدادا لفشل أنان ومن قبله الدابي؟ وهو فشل نتيجة لعجز الإرادة الدولية عن اتخاذ موقف حازم تجاه نظام الأسد رغم جرائمه ضد شعبه وتهديده للأمن الإقليمي والدولي. يأتي الإبراهيمي وأمامه حقائق على الأرض: نظام متمسك بالسلطة رغم فقده مشروعية البقاء ولم يعد أمامه إلا استخدام القمع والبطش وتهجير المدنيين للاستمرار قابضا على زمام الأمور. ويقف معه حلفاء يدفعونه للصمود ويمدونه بكل ما يساعد على ذلك لأنه يشكل لهم امتدادا حيويا في مجالهم الإقليمي، مع تباطؤ دول المنطقة المؤيدة لحق الشعب السوري في دعم الجيش الحر بالسلاح بعد أن تبين أنه الوسيلة الأكثر فاعلية والأسرع أثرا على تغيير الواقع على الأرض. في هذه الأجواء وعلى هذه الخريطة يأتي الإبراهيمي بلا أفكار وبلا أدوات ويبدأ مهمته على «أمل» أن يفعل شيئا يفتح الباب أمام حل ينهي مأساة السوريين وقد طالت وتعقدت. انتهى عصر المعجزات وحل القضية السورية بيد أهلها إذا توفرت لهم الأسباب التي يمكنهم بها مجابهة قوة نظام بشار الذي يلقى دعم حلفائه بسخاء، وبدون ذلك يكون الإبراهيمي قد دخل ورطة ليس له فيها حيلة لكن سيكون مسؤولا أخلاقيا إذا أعطى النظام مزيدا من الوقت لسحق مواطنيه.