عندما تسمع شخصا يسأل عن معقب «شاطر»، فإن المسألة قد لا تتعلق بالضرورة بإنجاز معاملات لدى الدوائر الحكومية والتعقيب عليها، بل بتسليكها ومعرفة المداخل الخلفية لهذه الدوائر! فبعض المعقبين لا يعرض خدمات توفير الوقت والعناء على أصحاب المعاملات، بقدر ما يعرض فتح الأبواب المغلقة وإنجاز المعاملات المعلقة، وأمثال هؤلاء جزء من منظومة الفساد التي تجذب مجتمعنا إلى الأسفل! وهناك ثلاثة أطراف تتحمل مسؤولية وجود هذه النوعية من المعقبين: أولا الأنظمة المعقدة التي تكبل المعاملات بالقيود غير المبررة، ثانيا الإدارة العاجزة عن إنجاز المعاملات بيسر وسهولة، ثالثا الموظف الفاسد الذي يجد في التعقيد الشجرة المثمرة التي يقتات عليها! أما صاحب المعاملة فهو أحد اثنين، إما مضطر أجبر على سلوك الطرق الوعرة، أو متخاذل لا يعرف غير الطرق الوعرة، فالأول ضحية سلبت منه الخيارات المشروعة، والثاني جزء من بيئة وثقافة الفساد! القضاء على ظاهرة «التعقيب الشاطر» يكمن في تفعيل دور الحكومة الإلكترونية، فعندما يجد صاحب المعاملة أن علاقته مباشرة ومتجردة مع الأنظمة واللوائح، وعلى قاعدة مساواة وعدالة واحدة لا تمييز فيها ولا استثناءات، فلن يحتاج عندها لسؤال موظف يغلق الأبواب، ولا معقب يفتحها! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة