انتشرت في شوارع العاصمة المقدسة وبصورة لافتة عربات نقل السيارات المتعطلة المعروفة شعبيا باسم «السطحات»، حيث انتقدها بعض أهالي المنطقة، واعتبروا منظرها بتلك الكثافة وجها غير حضاري يشوه جمال العاصمة المقدسة، كما انتقدوا أسعارها التي وصفوها بالخرافية، مشيرين إلى أن أغلب العاملين فيها هم من العمالة الوافدة، التي تستغل أصحاب السيارات المعطلة من الذين يحتاجون خدمتها، خصوصا على الطرقات السريعة، فيطلبون أسعارا مرتفعة، مستغلين حاجتهم في نقل سياراتهم من الطرق السريعة، وذلك في ظل غياب الرقابة عليها، فيما تتواجد تلك السيارات عند مدخل مكة من جهة الشرائع، مما دفع بالكثيرين إلى الاعتقاد بأن ذلك الطريق معرض لسيارات «السطحات». «عكاظ» رصدت ذلك في جولة ميدانية ونقلت انطباعات المواطنين وسائقي تلك السيارات.. بداية تحدثنا إلى (أحمد العتيبي)، الذي أكد أن أغلب من يعمل على تلك المركبات هم من العمالة الوافدة، خاصة الباكستانية، ومعظمهم غير نظاميين ولا يحملون أي إثباتات تخولهم للعمل في هذه المهنة، مشيرا إلى أنهم يبالغون في الأسعار، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل لوضع حد لتلك العشوائية وتكثيف الرقابة عليهم. ثم كان لقاؤنا ب(هزار خان) باكستاني الجنسية، الذي قال إنه يعمل في تلك الساحة ويقف يوميا ب«سطحته»، منذ أكثر من خمس سنوات، مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على السطحات لتقدم خدماتها لمحتاجيها من أصحاب السيارات المعطلة، مبينا بأنهم لا يستطيعون سحب أية سيارة مهما كانت الظروف، إلا بوجود الاستمارة مع السيارة وباسم صاحبها، وأضاف: هناك من يتهمنا بأن أسعارنا مرتفعة وهذا غير صحيح، فالأسعار تختلف وكذلك الأوقات والمكان الذي تقع فيه السيارة والمكان المقصود إليه، فداخل المدينة يكون السعر للسيارة الصغيرة 200 ريال، والكبيرة 300ريال. نتقيد بالأنظمة وأكد كل من محمد وأكرم وعبدالكريم خان، أنهم يتقيدون بالأنظمة ولا يستطيعون مخالفتها مهما كانت الظروف، لذا لا يسحبون أية سيارة إلا إذا تأكدوا جيدا من اكتمال أوراقها الرسمية، فإذا كانت السيارة مصدومة، فلا بد من ورقة من المرور مرفقة معها الاستمارة. أما (عطية الزهراني) الذي كان متواجدا في ساحة سيارات «السطحات»، فقد أشار إلى أن العمالة الباكستانية ظلت منذ زمن وما زالت مسيطرة على كل هذه المهنة وأن أغلبهم هم ملاك لتلك «السطحات» من الباطن، مقترحا في سياق حديثه، بأن يكون لهم مكان خاص بهم وأن يكونوا موزعين على أرجاء مكة بطريقة حضارية غير التي يشاهدها الناس حاليا. المخالفة 608 من جهته أوضح الناطق الإعلامي بمرور العاصمة المقدسة، المقدم فوزي الأنصاري، أن سيارات «السطحات» لا بد أن تكون تابعة للمتعهد وقائد السيارة، كذلك أن تكون تحت كفالة المتعهد، وأن يكون عمل المتعهد تحت إشراف إدارة المرور، وأضاف: عندما يبدأ أي صاحب سطحة في سحب أية سيارة فلا بد أن تكون لديه ورقة سحب، إما من دورية ميدانية باشرت الحادث، أو من شعبة الحوادث، وبين الأنصاري أنه إذا لم يكن معه إحدى هاتين الورقتين اللتين هما من الدورية الميدانية التي باشرت الحادث أو من شعبة الحوادث، فيكون عليه مخالفة رمزها «608»، وقيمة هذه المخالفة من 150 إلى 300 ريال، وذكر أنه إذا كانت السيارة «السطحة» لا تتبع لمتعهد تحجز على الفور، حيث تشرع إدارة المرور في ذات الوقت في أخذ الإجراء اللازم مع صاحبها.