دعا الأطباء المتخصصون إلى ضرورة اتباع خمس نصائح هامة كفيلة بتحقيق النجاح للطلبة الدارسين في العام الدراسي الجديد، وهي: (النوم الجيد وعدم السهر، التغذية الجيدة، الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية الذكية، تجنب الجلوس أمام الفضائيات لساعات طويلة، تخصيص ساعات محددة يوميا للاستذكار ومراجعة الدروس). وأكدوا أن البداية الصحيحة للعام الدراسي الجديد وتنظيم الوقت يحققان الأهداف المرجوة، وأن إهمال اتباع الدروس أولا بأول يؤدي إلى تراكم الدروس، وهو الأمر الذي يمهد إلى تشتيت الذهن في أيام الاختبارات الشهرية والدورية. النوم الصحي رأى الدكتور أيمن بدر كريم استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، أن النوم الصحي هو الذي يحصل من خلاله الجسد على كفايته من النوم، مبينا أن الغالبية العظمى من الطلاب وخصوصا الأطفال ستواجه مشكلة عدم القدرة على النوم في الوقت المحدد خلال الأيام الأولى من العام الدراسي بعد أن تعودت أجسادهم على آلية مختلفة خلال أيام رمضان والعيد، وهو أمر طبيعي ناتج عن اختلاف الساعة البيولوجية للجسد، لافتا إلى أن الجسم سيأخذ وضعه طبيعيا مع التنظيم الجديد للساعة البيولوجية مع التأكيد على أن يحصل الأطفال على كفايتهم من النوم حتى لا يواجهون النعاس في الصباح أثناء الحصص الدراسية. وأوضح د. أيمن أن جسم الإنسان البالغ يحتاج ما بين سبع إلى ثماني ساعات من النوم الجيد في الليلة، والأطفال أكثر من ذلك بساعة، وذلك حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه، ومن ضمن وظائف النوم الملموسة، إعادة شحن الطاقة والمساعدة على النمو الجسدي والعقلي، وصيانة أعضاء الجسم وضمان صفاء الذهن والنشاط أثناء النهار، ومن الثابت علميا أن قلة النوم أو رداءة نوعيته تعد أحد أسباب التعرض لتعكر المزاج، والنعاس وضبابية التفكير، وسوء التقدير. وحذر د. أيمن الطلبة الدارسين من حرمان أجسادهم من النوم الصحي، مشيرا إلى أن الحرمان من النوم ينقسم إلى قسمين رئيسيين؛ الأول: هو الحرمان الكلي والحاد من النوم، والثاني: هو الحرمان الجزئي والمزمن من النوم، منوها على أن الإنسان لا يحتاج إلى عدد ساعات نوم كافية فقط، وإنما يحتاج أيضا إلى أن يمر بجميع مراحل النوم المختلفة كالنوم العميق والنوم الحالم بنسبة معينة وصحية أثناء نومه. التغذية الصحية وشددت استشارية التغذية الدكتورة رويدا إدريس على ضرورة التغذية الجيدة، مبينة أن نسبة كبيرة من الطلاب والطالبات يتجهن إلى المدرسة صباحا دون تناول أي وجبة، وهو ما ينعكس سلبا على التحصيل العلمي في فترة النهار، داعية إلى ضرورة أن يتناول الطلبة الدارسين وجبة صحية مع كأس حليب أو عصير طازج، ومن ثم تناول وجبة أخرى في المدرسة حتى لا يشعر الطالب بالجوع طوال فترة تواجده في المدرسة. د. رويدا حذرت من إعطاء الطلاب بعض المأكولات مثل الشيبس والمشروبات الغازية وغيرها والتي لا تعطي أجسادهم أي قيمة غذائية صحية. الألعاب الالكترونية ورأى استشاري طب العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي، أن استخدام الأطفال الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة أثناء اليوم الدراسي ينعكس سلبا على تحصيلهم العلمي كما يسبب الصداع وإرهاق العينين، داعيا أولياء الأمور بالسماح لهم باستخدام هذه الألعاب خلال فترة الإجازة الأسبوعية على أن لا تتعدى ساعة واحدة، وينطبق نفس الحال على مشاهدة الفضائيات وأيضا مستخدمي الحاسب الآلي من الطلبة الدارسين وذلك تجنبا للصداع وإرهاق العينين وإضاعة الوقت في غير المفيد. الساعة البيولوجية واعتبر أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد براشا حدوث خلل الساعة البيولوجية عند الطلاب والطالبات في أول أسبوع دراسي أمر طبيعي، موضحا أن الأمر يعود طبيعيا إلى البرمجة الجديدة بمجرد التأقلم مع الوضع والآلية الجديدة للساعة البيولوجية. د. براشا أكد على ضرورة تعويد الأطفال على النوم المبكر والصحو مبكرا، وتناول وجبة الإفطار في البيت حتى يكون الذهن متفتحا، وتعوديهم أيضا على استثمار الوقت في مراجعة الدروس والاستذكار.