لم تشعر شوارع جدة صباح أمس بعودة الموظفين إلى دوامهم، في وقت باتت الساعة البيولوجية الشغل الشاغل للموظفين الذين اعتادوا على السهر طيلة إجازة عيد الفطر المبارك، الأمر الذي دعا الأطباء للتحذير من مغبة السهر الطويل خاصة في الفترة الحالية في ظل الاستيقاظ المبكر صباحا للعمل، ما يعني أن الجسد لن يأخذ وقتا كافيا للنوم. وأوضح الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي أنه من الطبيعي أن يشكو العديد من الأفراد وخصوصا الموظفين من تقلبات النوم والصداع في مؤشر ناتج عن ايقاع الساعة البيولوجية للجسم، مبينا أن العديد من الأفراد تعودوا خلال أيام العيد على السهر إلى ساعات متأخرة ومن ثم النوم في فترات النهار، وبذلك أصبحت برمجة الساعة البيولوجية منتظمة على هذا الأساس، فمن الطبيعي عدم التكيف على النوم في أوقات مختلفة وهو أمر طبيعي يزول مع ضبط الساعة البيولوجية الجديدة. ودعا الحامد جميع الأفراد بمحاولة ضبط ساعات النوم عند الأطفال حتى لا يعانوا من مشكلة عدم القدرة على النوم مع بدء المدارس الأسبوع المقبل، وخصوصا أنهم تعودوا في شهر رمضان وأيام العيد على السهر طويلا والنوم في أوقات لا يأخذ الجسم فيه كفايته من النوم. ويتفق الدكتور محمد براشا اخصائي الطب النفسي مع رأى الدكتور الحامد ويرى أن شكوى العديد من الأفراد مع العودة الى العمل أمس من الصداع وعدم القدرة على النوم نتيجة خلل الساعة البيولوجية التي تعودت على آلية محددة خلال أيام العيد، لافتا إلى أن الأمر طبيعي ولا يحتاج إلى التدخل الدوائي، حيث إن الجسم سيتعود على النظام الجديد خلال اليومين المقبلين، محذرا من السهر لفترات طويلة تحرم جسم الإنسان من الهرمونات الهامة التي تفرزها الغدة الصنوبرية وهي غدة صغيرة في تجويف الدماغ وتفرز الميلاتونين، وهو هرمون يساعد على ضبط عمل جسم الإنسان ويساعد على النوم. وأشار إلى أن النوم الطبيعي يجب أن يكون لمدة 8 ساعات بالنسبة للأطفال والشباب، ويصل إلى 6 ساعات للكبار. وأضاف أن ضبط ساعات النوم وبرمجة الجسد على الساعة البيولوجية الجديدة سوف يساعد الفرد على التأقلم على النظام الجديد من الآن دون أن يواجه أي مشاكل في النوم أو الصداع خلال أيام المدارس.