الكاتب اليومي كالصحيفة الباحثة عن الآني والطارئ، وفي هذه المتابعة اللاهثة يوجد القارئ الراغب أيضا في الاطلاع على آخر المستجدات وبين المرسل والمستقبل تستهلك القضايا وتنسى. في حين أن هناك قضايا يجب أن يطول المكوث عندها، ومناقشتها مناقشة باحثة عن حل وليس تقديمها كمشكلة، وعبورها في اليوم التالي، ومن تلك المشاكل مشكلة تمس عصب المجتمع وتمثل نواة المجتمع، لذلك أجدني أمارس الركض للأمام والعودة إلى الخلف لإثارة هذه القضية بين الحين والآخر. يقولون ياسادة ياكرام إن نسبة العنوسة داخل البلد بلغت مليون عانس .!! ألا يمكن لهذا الرقم أن يقض مضاجعنا .؟ لا أعرف تحديدا الجهة المعنية بأمور الفتيات، ففي كل بيت ضحية من ضحايانا حيث قمنا بأفعال متراكمة حتى وجدنا في النهاية هذا العدد المهول من العوانس يقف في أهدابنا،وهذا العدد مقتصر على الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج بينما نسبة الطلاق ارتفعت لدرجة أنه بالإمكان إضافة ضعف العدد السابق لخانة المترملات .. وليست المسألة مسألة (كيميا) حين يمكن القول إن هذه الأعداد المجتمعة هي أعداد باحثة عن حياة اجتماعية تحقق لهؤلاء الفتيات حلم الزواج وهو حق شرعي، فما الذي يحدث داخل المجتمع من مشاكل أدت إلى ازدياد نسبة العنوسة وارتفاع نسب الطلاق.؟ ولأن هذه المشكلة لايمكن أن نعلقها في رقبة أي جهة مسؤولة، نجد أن الحبل على الغارب، فهناك آباء قاموا بعضل بناتهن لأسباب مادية أو أسباب اجتماعية لها علاقة بالعادات والتقاليد، فهناك فتيات بلغن الخمسين عاما من أعمارهن وهن ما يزلن في انتظار الزواج لأن زواجهن مرتبط بنفس الأسرة، ورجال هذه الأسر ليسوا مجبرين بالزواج من بنات عمومتهم بل لديهم سعة في اختيار من يشاؤون فتظل الفتاة منتظرة أن يتقدم لها أحد أفراد أسرتها أو قبيلتها، وهذا عضل لاتستطيع الفتاة مجابهته إلا بالصمت والتحرق لمن يتقدم لها أي (مصيبة) من رجال أسرتها أو قبيلتها، فمثل هذه الحالة لم تقم أي جهة بحلحلة هذه العادة المقيتة. وكنت في مقالات سابقة طالبت بأن تفتح مجالات زواج المرأة السعودية من غير السعودي لكون فتح هذا الباب سيقلل من نسبة (بوار) فتياتنا وبقائهن على رف العنوسة أو رف الأرملة ولم أستسغ مقولات إن الزواج من غير السعودي يجلب للمرأة مشاكل لاحصر لها لكون الزوج الحسن ليس مقصورا على ابن البلد، وإن كان زواج الفتاة السعودية بغير السعودي جالبا للصداع فلماذا يفتح المجال للرجل السعودي لأن يتزوج بغير سعودية؟ فمثل هذا الزواج لايلغي المشاكل الناجمة عن التقاء الزوجين. فإذا كانت تصدر 6600 موافقة سنويا لسعوديين يريدون الزواج بأجنبيات (بمعدل 25 موافقة يوميا) بغض النظر عن المسببات لإصدار تلك الموافقة، فنحن لانعلم كم عدد الموافقات التي تصدر للسماح لفتاة سعودية بالزواج بغير سعودي.. فإذا كانت أقل من هذا العدد، أعتقد أننا بحاجة إلى زيادة نسبة الموافقة بالزوج غير السعودي لأن هناك الآلاف الراغبين بالزواج من سعوديات. قد تبدو هذه المشكلة مشكلة بسيطة إلا أن واقع الحال يشير إلى أنها من أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع وتقود إلى الخطيئة.. كما ترون المساحة ضاقت وهناك صور كثيرة لأسباب تكدس العنوسة.. فهل نتبنى مشروعا وطنيا لتزويج العوانس أم أن مثل هذه المطالبات تعد من العيب أو من المحرمات ؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]