الأسرة نواة المجتمع وقبل الاهتمام بأي نمو أو تنمية اجتماعية لابد أن تكون النواة خالية من أي تعفن أو فساد. وفي حركة المرافق والمؤسسات نحو تحسين أدائها نغفل ظاهرة اجتماعية استفحل داؤها منذ زمن ولازالت الحلول غائبة عن تلك المشكلة. فلنعد بالتذكير أن نسبة العنوسة داخل البلد بلغت مليون عانس.!! ونعيد أيضا فجيعة السؤال: ألا يمكن لهذا الرقم أن يقض مضاجعنا.؟ بدءا، لا أعرف تحديدا الجهة المعنية بأمور الفتيات داخل البلد، ففي كل بيت ضحية من ضحايانا حيث قمنا بأفعال متراكمة حتى وجدنا في النهاية هذا العدد المهول من العوانس يقف في أهدابنا، وهذا العدد مقتصر على الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج بينما نسبة الطلاق ارتفعت لدرجة أنه بالإمكان إضافة ضعف العدد السابق لخانة المترملات.. وليست المسألة مسألة (كيميا) حين يمكن القول إن هذه الأعداد المجتمعة هي أعداد باحثة عن حياة اجتماعية تحقق لهؤلاء الفتيات حلم الزواج وهو حق شرعي، فما الذي يحدث داخل المجتمع من مشاكل أدت إلى زديادة نسبة العنوسة وارتفاع نسب الطلاق.؟ ولأن هذه المشكلة لا يمكن أن نعلقها في رقبة أي جهة مسؤولة نجد أن الحبل على الغارب، فهناك آباء قاموا بعضل بناتهن لأسباب مادية أو أسباب اجتماعية لها علاقة بالعادات والتقاليد، ومع كل كتابة عن الفتيات (العوانس) تصلني رسائل من فتيات بلغن الخمسين عاما من أعمارهن وهن لايزلن في انتظار الزواج لأن زواجهن مرتبط بابن (العم)، وأبناء العمومة هؤلاء ليسوا مجبرين بالزواج من بنات عمومتهم بل لديهم سعة في اختيار من يشاؤون فتظل الفتاة منتظرة أن يتقدم لها أحد أفراد أسرتها أو قبيلتها، وهذا عضل لا تستطيع الفتاة مجابهته إلا بالصمت والتحرق لن يتقدم لطلب يدها أي (مصيبة) من رجال أسرتها أو قبيلتها، لكي تدخل إلى دائرة المتزوجات ومع وجود مثل هذه الحالات لم تقم أي جهة بحلحلة هذه العادة المقيتة.. وكنت في مقالات سابقة طالبت بأن تفتح مجالات زواج المرأة السعودية من غير السعودي لكون فتح هذا الباب سيقلل من نسبة (بوار) فتياتنا وبقائهن على رف العنوسة أو رف الأرملة ولم أستسغ مقولات الغاضبين من هذه الفكرة حين يروون أن الزواج من غير السعودي يجلب للمرأة مشاكل لا حصر لها وعدم استساغة هذه الغضبة كون الزوج الحسن ليس مقصورا على ابن البلد، وإن كان زواج الفتاة السعودية بغير السعودي جالبا للصداع فلماذا يفتح المجال للرجل السعودي لأن يتزوج بغير سعودية، فمثل هذا الزواج لا يلغي المشاكل الناجمة عن التقاء الزوجين.. وإذا كانت تصدر 6600 موافقة سنويا لسعوديين يريدون الزواج بأجنبيات (بمعدل 25 موافقة يوميا) بغض النظر عن المسببات لإصدار تلك الموافقة فنحن لا نعلم كم عدد الموافقات التي تصدر لسماح لفتاة سعودية بالزواج بغير سعودي .. فإذا كانت أقل من هذا العدد أعتقد أننا بحاجة إلى زيادة نسبة الموافقة بالزوج السعودية بغير السعودي لأن هناك الآلاف من الراغبين الاقتران بالسعوديات وليس في نواياهم الاستفادة من ميزة ما بقدر الرغبة في الزواج نفسه.. قد تبدو هذه المشكلة مشكلة بسيطة إلا أن واقع الحال يشير إلى أنها أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع والخشية أن تقود إلى البحث عن طرق لإشباع هذه الرغبة الإنسانية بعيدا عن العين في الوقت الراهن لكنها تتحول مع الأيام إلى كارثة اجتماعية لا نشعر بها في الوقت الراهن. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]