بدأ المبعوث الأممي والعربي الجديد إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، مهامه في سورية بتصريحات متضاربة أثارت استياء الطرفين في الأزمة من النظام والمعارضة، فكانت بداية متعثرة في احتواء أزمة أسهمت في تقسيم المجتمع الدولي. ما أثار استياء المعارضة، الحديث المنسوب إلى الأخضر أنه من المبكر الحديث عن تنحي الأسد، أما النظام فكانت تصريحات الحرب الأهلية مصدر انزعاج من الإبراهيمي، لذلك كانت بداية صعبة منذ اللحظة الأولى. لقد شكل الاستياء الثنائي في طرفي الأزمة، حالة معقدة جديدة في الحالة السورية، إذ باتت النوايا غير مطمئنة لمثلث (الإبراهيمي، المعارضة، النظام)، وهي ذات الحالة التي مر بها المبعوث الأممي السابق كوفي عنان والتي أدت في نهاية المطاف إلى فشل مهمته. في الوقت الذي يراهن فيه المراقبون على خبرة المبعوث الأممي الجديد في حل الصراعات الدولية، خصوصا أنه كان المبعوث الأممي في العراق وأفغانستان، إلا أن نسبة الفشل تتغلب على نسبة النجاح، لما للأزمة السورية من خصوصية داخلية، أبرزها حجم الدمار والقتل الذي لحق بالمدنيين والبلاد عموما وأسلوب القمع المتبع في الأزمة منذ البداية. والتساؤل المحير لكل من يتعاطى الشأن السوري.. ما هي إمكانية نجاح مهمة الإبراهيمي.. وكيف، إذ لم يعد يطاق أن يصمت العالم أمام ما يجري من انتهاك صارخ للإنسانية بعد مرور أكثر من عام ونصف العام دون أي أفق للحل.. والشعب السوري تحت المقصلة اليومية.