ما زالت محافظة رفحاء والقرى التابعة لها في منطقة الحدود الشمالية، تحتفظ بالكثير من مظاهر العيد القديمة، حيث تكثر الزيارات وتجمعات العائلات والجيران وأهالي البلدة الواحدة خلال أيام العيد، غير الأشكال الأخرى الاحتفالية التي تمنح العيد مزيدا من البهجة. وأوضح كل من خالد محمد طلعة التمياط وغازي الضبعان شعبة نصاب والمهندس عباس الشمري من قرية ابن شريم أن جميع أبناء القرية يبدأون يومهم بالذهاب إلى مصلى العيد، ثم يقومون بجولة للسلام على الجيران، والذهاب بعد ذلك للسلام على الأقارب وبقية سكان القرية. ولفت إلى أن وجبة الإفطار تكون عند أحد الأهالي كل يوم، كما جرت العادة، ودائما ما تكون وجبة «الحميس» حاضرة في موائدهم. أما عبدالرحمن العنزي ومناحي النماصي من سكان رفحاء فأشارا إلى أن بعض العائلات والأقارب يفضلون التجمع في استراحات خاصة خلال أيام العيد، حيث يقيمون ولائمهم وبرامجهم الاحتفالية الخاصة. «عكاظ» التقت برجل الأعمال سالم قريط المخيمر الشمري المولود 1374ه والذي تحدث عن العادات التي كانوا يحرصون عليها في رفحاء واصفا إياها بالبساطة الممزوجة بالسعادة والفرحة التي لا توصف ويقول المخيمر إنهم في رفحاء قديما كانوا يؤدون الصلاة في الجامع الكبير في رفحاء وبعد الصلاة يتم السلام بين البعض والتهنئة بالعيد، ويحضر كل شخص طعام الإفطار من منزله حسب ماتجود به النفس ويكون في ساحة بجانب الجامع يجمتع فيها الناس جميعا ويتناولون الإفطار في شكل جماعي تسوده اللحمة والأخوة والمحبة والفرحة بالعيد ويدعون كل من يمر من قربهم ويوزعون الحلوى والعيدية على الصغار لرسم الفرجة على شفاههم وكان الناس يتزاورون والصغير يذهب للكبير في منزله إذا كان يعجز عن الخروج لمعايدة الناس والناس يسألون عن الغائب ويتفقدون بعضهم البعض، وأضاف المخيمر أنهم يتجهون إلى مكان يسمى المناخة بجانب سوق الخضرة وجامع المناخة حاليا ويجتمعون ثم يؤدون العرضة السعودية ويشارك فيها الكبار والصغار وسط فرحة للجميع وتكون لمدة يومين كما أن الأهالي يقومون بإطعام الجيران من الطعام وهو مايسمى (الطعمة) وتبادل الأطعمة بين الجيران وهي أحد ألوان التآلف والتراحم التي حث عليها ديننا الحنيف من الألفة بين الجيران، أما في الوقت الحالي فيختلف الناس نوعا ما حيث أن الناس أصبحوا يلتقون في مناسبات مختلفة وكذلك الاحتفالات الرسمية في المحافظة لكن يبقى العيد في الماضي عالق في الذاكرة.