بعد يوم أو يومين يتبادل المسلمون التهاني بحلول عيد الفطر المبارك بأن من الله عليهم بأداء الركن الرابع من أركان الإسلام وهو الصوم. وجرت العادة على أن يلتقي الأهل والأصدقاء يوم العيد ويتبادلون التهاني والدعاء بالقبول، في تواصل اجتماعي حقيقي بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء، إلا أن هذه العادة بدأت بالانحسار تدريجيا تحت تأثير ثورة التقنيات الحديثة التي تتنافس فيما بينها لتقدم خدماتها للمشتركين بها، فرسائل الجوال والإيميل والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر أحدثت نقلة نوعية في كيفية التواصل بين أفراد المجتمع وسهلت بشكل كبير التواصل الاجتماعي، إلا أنها في نفس الوقت أضعفت جانبا مهما وهو التواصل المباشر بين الأهل والأقارب، حيث يكتفي أغلب مستخدمي هذه التقنيات بإرسال التهاني عبر وسائل التواصل الحديثة. وعن هذا الجانب تحدث محمد الشهري قائلا: وسائل التقنية بالطبع أحدثت تطورا كبيرا في التواصل بين جميع الأفراد سواء كانوا من عائلة واحدة أو أصدقاء أو زملاء، ولكن البعض استغلها بشكل خاطئ مكتفيا بالتواصل عن طريق رسائل الجوال أو الإيميل، وهكذا يكاد الاتصال ينتهي تماما في مثل هذه المناسبات، ناهيك عن الزيارات المنزلية التي تساهم في تعزيز العلاقات وتجعلنا نعيش فرحة العيد كاملة. بدوره يقول علي العتيبي: لا أحد يمكنه أن ينكر دور وسائل التقنية الحديثة في التقارب والتواصل بين أفراد المجتمع، ولكن يجب أن لا تكون سببا في الانقطاع عن الاتصال بالوالدين والأقارب. وأخيرا يرى بدر العنزي ضرورة أن يستفيد الجميع من التقنيات الحديثة في التواصل الاجتماعي من خلال الاتصالات الهاتفية المسموعة والمرئية في حياتهم العادية، أما في العيد فلا ينبغي الاكتفاء بالرسائل الصامتة.