الفرحة بالعيد في عسير لم تتغير، الجميع يفرح لقدومه، ولكن العادات والتقاليد المتمثلة في تبادل الزيارات وصلة الرحم بين الأهل وحتى الجيران والأصدقاء تغيرت بشكل كبير تبعا لمتغيرات العصر، ليحل محل هذه العادات الاتصال الهاتفي أو تبادل التهاني عبر الإنترنت ورسائل الجوال، مما ينذر باختفاء العادات الاجتماعية المتمثلة في إظهار حرارة المشاعر بفرحة العيد وإطلالته، ورغم ذلك يبقى للعيد دائما حنين واشتياق يأخذنا إلى الماضي. قال محمد علي القحطاني (65 عاما) للعيد قديما فرحة كبيرة جدا حيث يحتفل الناس به بالرمي بالبنادق، وبعد أداء الصلاة لا نخرج من المصلى حتى يصافح كل منا الآخر ويتم بها إنهاء الخلافات، بعد ذلك يخرج الجميع للمعايدة والمرور على منازل القرية منزلا تلو الآخر، ويبدأ بعدها تقديم الوجبات التي اعتاد أهالي منطقة عسير على تقديمها خلال الأعياد بالتناوب بين الأسر. وأضاف إبراهيم الفهد: يلاحظ في الوقت الحالي أن المعايدة وزيارات الأقارب في ضعف شديد وبشكل غريب، حيث تكفلت وسائل الاتصال الحديثة بهذه المهمة، وأصبح البعض يكتفي بالاتصال بأصدقائه وجيرانه لتهنئتهم بالعيد، وهذا لا يعني أن فرحة العيد غير موجودة، فالفرحة بهذه المناسبة متجذرة في النفوس ولكن العيد حاليا للأطفال أكثر من غيرهم ويوفر لهم أجواء المتعة والفرح من خلال انتشار وسائل الترفيه والاستمتاع بالذهاب إلى المراكز الترفيهية لقضاء أجمل الأوقات فيها من خلال الملاهي والألعاب. ويقول الشاب سلطان آل مريح: فرحتنا بالعيد كبيرة حيث نلتقى بالأصدقاء والأقارب ونذهب لزيارة كبار السن ونعايدهم، ونلحظ أن هذه العادات الحسنة لا تزال ولكن بشكل متواضع، عكس السنوات الماضية. وأضاف «العيد فرصة رائعة للتعرف على تراث آبائنا وأجدادنا من خلال التقاليد ومراسم العيد والأكلات الشعبية التي تقدم في العيد من السمن والقرصان إلى المبثوث والمشغوثة».