كانت ردة الفعل الأولية من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما على إقالة عدد من القادة العسكريين المصريين متحفظة للغاية؛ لأن هذا الإعلان المفاجيء الذي صدر من القاهرة بدا كأنه يؤشر إلى أن مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن توجه الثورة المصرية بدأت تصبح أمرا واقعيا. ولكن سرعان ما تحول هذا القلق إلى نوع من الارتياح. بعد أن تأكدت واشنطن من أن وزير الدفاع الجديد والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي معروف جيدا لدى المسؤولين الأمريكيين، وأنه كان من الداعين إلى التعاون الوثيق مع الولاياتالمتحدة، وإلى إقامة السلام مع الدول المجاورة. صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن السفيرة «آن بيترسون» تحدثت مع وزير الدفاع الجديد. كما أن الجنرال «مارتن ديمبسي» رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب «جون برينان» يعرفان الوزير سيسي جيدا. إذ أنهما اجتمعا به مرات عدة خلال زياراتهما لمصر العام الماضي. وأضاف المسؤول أن ما بدا في الأصل أنه عبارة عن لعب خطير بالسلطة من قبل الرئيس مرسي ظهر أنه في الواقع تبديل متقن للحرس القديم، ومسعى لضخ دماء جديدة وشابة في القيادات العسكرية. وأردف المسؤول قائلا: «إن الرئيس مرسي ذكي جدا. وهذا ما تعلمه الجميع خلال الأشهر القليلة الماضية». هذا، وقد صدرت بيانات عن البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع أشادت كلها بالتغييرات المصرية. مع الزعم أن الإدارة الأمريكية كانت تتوقع حصول هذه التغييرات. وقال مسؤول بارز في البنتاغون: « كنا نعلم أن عملية انتقالية سوف تحصل، لكننا لم نكن على علم بتوقيتها الدقيق».