للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، شهدت وزارة الدفاع المصرية تغييراً في قيادتها بتعيين رئيس الاستخبارات الحربية الفريق أول عبدالفتاح السيسي خلفاً للمشير حسين طنطاوي الذي أحاله الرئيس محمد مرسي على التقاعد أول من أمس. والسيسي (58 سنة) معروف بأنه عسكري محترف، برز نجمه في صفوف القوات المسلحة في سن مبكرة، إذ كان أصغر قائد منطقة عسكرية في الجيش لعقود طويلة حين تولى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية عميداً. وهو بدأ حياته العسكرية في سلاح المشاة وتولى وظائف قيادية عدة حتى أصبح مديراً للاستخبارات الحربية والاستطلاع. وكان أصغر أعضاء المجلس العسكري بتشكيله السابق. ولم يظهر السيسي إعلامياً بعد الثورة خلافاً لغالبية أعضاء المجلس العسكري. إلا أنه خرج لتبرير إجراء «كشوف عذرية» لمتظاهرات اعتقلن العام الماضي. ونقل مسؤول في منظمة «العفو الدولية» عن السيسي آنذاك الإقرار بقيام جنود في الجيش بإجراء هذه الكشوف التي كانت قيادة الجيش تنفيها، لكنه برر هذا التصرف ب «حماية جنود الجيش من أي مزاعم اغتصاب» بعد إطلاق الفتيات. والوزير الجديد معروف في أوساط الجيش بعلاقته الجيدة مع سلفه المشير طنطاوي الذي عهد إليه فور توليه منصبه برئاسة مكتب استخبارات الأمانة العامة لوزارة الدفاع، على رغم أن رتبته العسكرية كانت لا تتناسب مع هذا المنصب الرفيع، ما عكس ثقة طنطاوي فيه. ومعروف عن السيسي تدينه وأسرته، فهو حافظ للقرآن وزوجته محجبة وله ثلاثة أبناء وابنة واحد، وتخرج اثنان من أبنائه في الكلية الحربية ويعمل أحدهما في جهة رقابية والثاني في الاستخبارات، وهما أيضاً من حفظة القرآن. وتحدث صحافيون وسياسيون في الأشهر الماضية عن قرب السيسي من جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو ما نفاه المجلس العسكري في شكل غير مباشر. ويتمتع السيسي بعلاقات جيدة مع الأميركيين، كما أنه التقى بحكم منصبه مسؤولين إسرائيليين. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين أميركيين التقوا السيسي أن الرجل الذي قضى سنة في الولاياتالمتحدة حيث حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006، «يتسم بالحزم وأظهر مستوى راسخ من التعاون» مع الولاياتالمتحدة.