كشف المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بعد اعتماده كإطار استراتيجي للتنمية حتى عام 1462ه عن الاستعانة بفريق خبراء عالمي، مكون من 18 خبيرا من ذوي التخصصات الدقيقة والمتنوعة من 10 دول، فيما تم عقد 7 ورش عمل كبرى، ووضع استراتيجية تطويرية للمسجد الحرام لمواكبة الزيادة في أعداد الحجاج لتستوعب بعد 30 عاما قرابة 14 مليون حاج ومعتمر، وتحويل مكةالمكرمة إلى واحدة من أرقى المدن العالمية كونها تنفرد بين جميع مدن العالم بأنها حاضنة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، والمشاعر المقدسة، وتستقبل الحجاج والمعتمرين المسلمين في كل عام من كافة أرجاء الدنيا، ويتجه المسلمون إليها في صلواتهم، وقد أفرز تزايد أعداد الحجاج تحديات تنظيمية وتخديمية، لاسيما والحج يحدث في أيام معدودات وفي أماكن مقدسة محدودة الطاقات الاستيعابية. التطوير المستقبلي وأوضحت مصادر مطلعة ل«عكاظ» إن المخطط الشامل يوفر استراتيجيات نحو التطويرات المستقبلية المطلوبة لمتطلبات وخدمات الحج، في مكةالمكرمة عموما وفي المشاعر المقدسة على وجه الخصوص، وأن تزايد عدد المسلمين حول العالم يؤدي بالضرورة إلى تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين، مما يمثل تحديا هائلا، ومستمرا في ما يتعلق بالموازنة بين استقبال هذه الأعداد الكبيرة والمحافظة على روحانية المكان والزمان، وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهوله وطمأنينة، في ظل توفير الخدمات والمرافق وكافة متطلبات الإعاشة والإقامة والتنقل، الأمر الذي يتطلب درجة عالية من تنسيق المهام والاستعمالات عبر أرجاء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وقدر المخطط الشامل إعداد المعتمرين والحجاج في عام 1462ه بمجموع قدره 14.8 مليون من الزوار، يتألفون من 4.0 مليون من الحجاج و10.8 مليون من القادمين لأداء العمرة وفقا للطاقة الاستيعابية. 56 مليونا لإعداد المخطط وأوضحت المصادر «أن العمل في إعداد المخطط الشامل لمكةالمكرمة بدأ بعد توقيع عقد إعداده قبل عامين بين هيئة تطوير مكةالمكرمة، والمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة (سابقا) و(الاستشاري) شركة أم أم أم جروب انترناشونال بالتضامن مع شركة مارياما وتيشيما المعمارية، ومع شركة ماككورمك رانكن للتخطيط، لإعداد مخطط تطويري شامل لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة خلال عامين بقيمة بلغت 56 مليونا و250 ألف ريال، آلت ملكية هذا المشروع وكافة حقوقه ومسؤولياته إلى هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة (فيما يخص مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة) وإلى هيئة تطوير المدينةالمنورة (فيما يخص المدينةالمنورة، وذلك إثر صدور الأمر السامي الكريم رقم أ/ 3 وتاريخ 11/1/1431ه القاضي بتكوين هيئة تطوير مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة وبتكوين هيئة تطوير المدينةالمنورة، وذلك تعديلا للأمر الملكي الكريم الصادر في عام 1424ه، ومنذ تكوين الهيئتين، فقد اضطلعتا وبشكل متضامن، من خلال إدارة إشراف فني موحد للمشروع، بكافة المهام المالية والإدارية والفنية للمشروع. الاستعانة ب18 خبيرا عالميا شكلت جهود تجميع وتصحيح وربط بيانات أنظمة المعلومات الجغرافية مكانيا خطوة كبيرة وحتمية في بداية المشروع، وتم استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية، لإيجاد عدد كبير من العلاقات الإحصائية بين الخصائص المكانية ومجموعات البيانات الأخرى، كما تم استخدامها أيضا لتوضيح التوصيات والمفاهيم في الخرائط ثنائية الأبعاد والتصاميم ثلاثية الأبعاد، وتمت الاستعانة بفريق خبراء عالمي، يتكون من ثمانية عشر فردا، ذوي تخصصات دقيقة متنوعة بتنوع مجالات المخطط الشامل، وينتمون إلى جهات علمية وعملية متميزة عالميا، في عشر دول منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وألمانيا وهولندا والبرازيل وكندا وجمهورية ومصر وسوريا، وقد أسهم هذا الفريق بفاعلية في إثراء مراجعات، ومداولات وأطروحات الاستشاري خلال المراحل المتتابعة لإنجاز المشروع، لاسيما أثناء وفيما بعد كل من ورش العمل الورش العامة التي كان الاستشاري يعرض خلالها أعماله ومنجزاته وأطروحاته العلمية. وشكلت هيئة تطوير مكةالمكرمة وهيئة تطوير المدينةالمنورة فريقا موحدا للإدارة الفنية، وعضدته بفرق فنية من الهيئتين التطوريتين، بحيث عقدت تلك الفرق الفنية لقاءات دورية (أسبوعية) للمناقشة الفنية مع الاستشاري في كافة مجالات ومراحل العمل، حيث كانت تتم دعوة مختصين من جهات العمل للمشاركة في تلك اللقاءات. 7 ورش عمل كبرى كون المخطط الشامل يعنى بكافة المجالات التنموية، عبر كامل البعد الجغرافي، ولثلاثين عاما هجريا قادما، فقد تم التعامل مع إعداد هذا المخطط الشامل على أنه عملية تضامنية مشتركة بين كافة الجهات المعنية في إطار ذلك البعد المكاني، وفي كافة تلك المجالات، تم عقد سبع ورش عمل كبرى، عرض الاستشاري خلال كل منها ما أنجزه في المرحلة السابقة وما يتطلع إلى إنجازه فيما يلي من مراحل، ليأخذ مرئيات علمية من فريق الخبراء العالمي ومن فريق المستشارين المحلي ومن منسوبي الجهات الحكومية والخاصة المعنية، والذين كانت تتم دعوتهم لحضور وإثراء تلك الورش الكبرى، وقد كان الخبراء العالميون والمستشارون المحليون يسلمون تقارير جماعية وفردية فيما يلي كل ورشة عن مرئياتهم العلمية الدقيقة عما تم تناوله من أطروحات أثناء الورشة المعنية مما يدعم أفكار وأطروحات الاستشاري في تعديل ما سبق والتخطيط لما يأتي من مهام. 21 فرعا تطويرا لمخطط مكة والمشاعر تبنى المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة منهجية لدراسة جوانب القصور الحالية في كافة مجالات التنمية حيث بلغ عدد مخرجات المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة (21) مخرجا، تشمل نظم المعلومات الجغرافية، ومراجعة مخططات واستراتيجيات التنمية السابقة، واستراتيجية النمو والتنمية، والدراسة السكانية، والنقل، واستعمالات الأراضي، والإسكان، والبنية الأساسية، والتنمية الاقتصادية والاستثمار، والبيئة، وتوسعة الحرم المكي الشريف، واشتراطات التصميم العمراني والعمارة، ودراسة المشاريع الكبرى، والمخطط الهيكلي، والخدمات العامة، وضوابط التنمية والبناء، وتطوير المشاعر المقدسة، والتنفيذ، ومرحلية التنفيذ، ومتابعة ومراقبة التنفيذ، والمخطط التنموي الشامل. توسعة المسجد الحرام والمناطق المحيطة تمثل التضاريس عائقا رئيسا أمام توفير مساحات كبيرة لتوسعة الحرم المكي الشريف والساحات المحيطة من كافة الاتجاهات، ويمثل الشكل الطبيعي لوادي إبراهيم وما تبقى من تركيبة التلال والمناطق الجبلية المحيطة قيودا على التنمية المتكاملة والمترابطة، لاسيما في المنطقة المركزية، كما أن هناك أرضا منخفضة أو منحدرة قليلا تكتنف الحرم الشريف وما حوله، تحيط بها تلك المناطق الجبلية ومناطق عديدة ضيقة ذات منحدرات جانبية حادة ونقاط التقاء ضيقة، ولا شك أن أحد المحددات الرئيسية لانسيابية الحركة القائم خلال موسم الحج هو مدى قدرة المنطقة المركزية على دعم انسيابية وصول ومغادرة الحجاج الذين يرغبون في أداء الطواف. الطاقة الاستيعابية وفي جانب الطاقة الاستيعابية الحالية، فإن للحرم المكي الشريف حاليا طاقة استيعاب قصوى تبلغ 600 ألف من المصلين، ويستوعب صحن المطاف 52 ألف طائف في الساعة، وتبلغ سعة المسعى الحالي 118 ألف في الساعة، وتبلغ مساحة الساحات المحيطة بالمسجد 100 ألف متر مربع وتستوعب قرابة 200 ألف مصل وتستوعب الطرقات المتصلة بالساحات قرابة 350 ألف مصل. ولمعالجة الاختلال في انسيابية الحركة، سيكون من الضروري توفير مساحات مفتوحة كافية في المنطقة المركزية لدعم وصول الحجاج والمعتمرين إلى المسجد الحرام وخروجهم منه وتوزعهم في أرجاء مختلفة بسلامة وأمان، كما أن هناك حاجة لتوظيف أنظمة ذكية لإدارة، الحشود ومراقبة تدفقات وصول الحجيج وأنماط الحركة بشكل أفضل، وبذات الأهمية ستكون عملية التدرج الهرمي في مسارات النقل الرئيسية، بل وتعدد أنواع وسائل النقل وتكاملها، لضمان انسيابية تدفقات حركة وسائل النقل وحركة المشاة، في أرجاء مكةالمكرمة والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة. ونظرا لتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين وكذلك المصلين الذي يفدون إلى المسجد الحرام فإنه يجب الارتقاء بالطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام وللساحات المحيطة به لاستيعاب الأعداد المتزايدة الوافدة إليه، ضمن منظومة تسمح بسهولة وانسيابية الحركة إليه ومنه، وبخطة التوسعة الشمالية، فإنه من المتوقع أن تزداد الطاقة الاستيعابية للحرم الشريف والساحات المحيطة به وبعض الطرق المغلقة المرتبطة بتلك الساحات لتستوعب ما مجموعه 1.2 مليون مصل. وحتى مع هذه التوسعة، ولاستيعاب ذروة عدد المصلين خلال أواخر شهر رمضان المبارك، فإن هناك حاجة لتوسعة المساحات المحيطة بالمسجد الحرام بما مقداره 1.45 مليون متر مربع إضافي، وأكد المخطط الشامل على ضرورة سلسلة من الساحات المتصلة تستوعب 500 ألف مصل بعمق 500 متر، وإضافة ساحات مرتبطة بالساحات الأولى بعمق واحد كيلو من المسجد الحرام وسيرتفع حجم الطاقة الاستيعابية للساحات إلى 900 ألف مصل. تقديرات توازي القيمة السوقية للعقارات ونظرا للسعر المتزايد للأرض، فإن المخطط الشامل يوصي بالحصول على الأرض اللازمة لهذه المساحات كأولوية قصوى على المدى القصير، قبل البدء في أعمال التوسعة الفعلية، لتفادي تضاعف أسعار التعويض، وسيتم تعويض أصحاب الأراضي المتضررين من هذه التوسعات على النحو الواجب بالقيمة السوقية العادلة لأراضيهم، إما من خلال الدفع أو تحويل حقوق التنمية إلى مواقع ومشاريع بديلة داخل نفس المنطقة المركزية بمساحتها الجديدة، الممتدة إلى حدود الدائري الثالث، وبمجرد أن تصبح الأرض في وضعية الحيازة العامة، يمكن التوسع في الساحات بشكل تدريجي، وتوفر هذه المساحات الواسعة أماكن للمصلين، ومواقع أكثر لمراقبة وإدارة حركة الحشود لتطبيق متطلبات خطط الإدارة الذكية وتحقيق مستويات عالية من السلامة. إنشاء 6 خطوط مترو تعتمد المدينة بشكل كبير على نظام النقل الذي تم إعادة توجيهه وفقا لمخطط مكة الشامل من استخدام السيارات الخاصة والمركبات منخفضة الإشغال إلى استخدام وسائل النقل العامة، يأذن ذلك بانتهاء معاناة المشاة المتجهين إلى المسجد الحرام من التصادم مع سير حركة السيارات الكثيفة في الشوارع المؤدية إلى الحرم الشريف، ويقترح المخطط الشامل نظام نقل متكامل سيشمل 6 خطوط مترو جديدة، وتكنولوجيا للمعلومات والاتصالات، وسيكون النظام متدرجا، بحيث يمكنه استيعاب السكان الدائمين والزوار المتوقعين في المستقبل، في كل من فترات الذروة وغير الذروة، وسيتم ربط الحرم المكي الشريف ومراكز التطوير بنظام نقل عام متكامل بمستوى أدائي عالمي، بمجموع يزيد عن 500 كيلومتر من أنظمة نقل السكك الحديدية والحافلات، وسيكون النظام أيضا مزودا بأحدث التقنيات لجمع ورصد المعلومات الذكية، مما سيسمح للأشخاص بالتنقل بسهولة من وإلى المنطقة المركزية في فترات زمنية قصيرة نسبيا، من خلال منظومة ذكية لإدارة الحشود، وقد تمت التوصية بسبع مشاريع طرق رئيسة، بما في ذلك إنجاز الطرق الدائرية والطريق الجنوبي السريع، وشبكة شمال مكة الشريانية وشبكة غرب مكة الشريانية، كما سيؤدي أيضا التطوير المدمج المرتبط بالنقل ومحطات النقل إلى الحد من حركة المرور، ودعم النقل ودعم فرص، التنمية الاقتصادية، وسيعمل توجيه بعض منشآت الخدمات الاجتماعية، في هذه المواقع على استحثاث نشأة بعض مبادرات التطوير التجاري الأخرى في هذه المناطق أيضا، وسيتم توفير استخدامات السلالم في مواقع ملائمة موزعة في المدينة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من عدد الرحلات عبر المدينة التي يحتاج المقيمون للقيام بها. خيارات بديلة ويمثل وجود الخيارات البديلة لاستخدام السيارات الخاصة استراتيجية بيئية رئيسية لمكةالمكرمة، حيث أن وسائل النقل العام إضافة إلى ممرات المشاة الآمنة تحد من التلوث وانبعاث الغازات الضارة. ويعنى المخطط الشامل بتضمين المجاورات والأحياء الكم والنوع والتوزيع المناسب من الخدمات العامة لتقليل الحاجة إلى تنقل المستفيدين، وذلك من أجل إيجاد نموذج حضري أكثر استدامة في المستقبل. !!Article.extended.picture_caption!!