تنطلق اليوم أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية التي دعا لعقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث سبل تعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول لقضايا الأمة، خاصة الأزمة السورية وقضية مسلمي الروهيبنجا. وأكد عدد من قادة الدول العربية والإسلامية في تصريحات ل«عكاظ» على الأهمية القصوى التي تكتسبها قمة مكة الإسلامية من حيث الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية وتتطلب إيجاد حلول عادلة للقضايا المزمنة التي تواجهها وتتطلب تنسيقا إسلاميا محكما. ونوه القادة بالدور البارز الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز العمل الإسلامي المشترك وطرحه للمبادرات السلمية ودعمه لشعوب الأمة الإسلامية. القضية الفلسطينية محورية في القمة فمن جهته أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة التضامن الإسلامية في مكةالمكرمة فرصة هامة وغير مسبوقة من حيث الزمان والمكان لمناقشة هموم الأمة وسبل إنقاذها في هذه المرحلة الدقيقة، والتحديات الخطيرة التي تمر بها والتي تتطلب تنسيقا إسلاميا وبلورة خارطة لإيجاد حلول للقضايا المزمنة للأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية المسلمين الأولى. وأوضح الرئيس الفلسطيني أن انعقاد القمة الإسلامية في مهبط الوحي يعتبر فرصة تاريخية وبمثابة طوق نجاة للشعوب الإسلامية، خاصة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من احتلال إسرائيلي بربري، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يتطلع من القمة إلى دعم تحقيق تطلعاته المشروعة لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال إن الشعب الفلسطيني يواجه آلة الحرب الإسرائيلية ويترقب نتائج القمة الإسلامية بكل اهتمام باعتبارها فرصة هامة لإعادة طرح القضية الفلسطينية وقضية القدس والمسجد الأقصى على طاولة البحث في قمة مكة لأنها قضية المسلمين الأولى وجوهر الصراع مع إسرائيل. وأكد الرئيس الفلسطيني أن خادم الحرمين الشريفين استشعر الحاجة الماسة والملحة للتصدي للتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، ومخاطر التجزئة والتفتت والتشرذم الذي تعاني منها منطقتنا والعالم الإسلامي ودعا لعقد القمة الإسلامية في توقيت عصيب تمر به الأمة. وأوضح أن القضية الفلسطينية تعتبر أولوية لدى خادم الحرمين الشريفين الذي دعمها في جميع المحافل الدولية وستحظى بالأولوية في مداولات قمة التضامن الإسلامي في مكة، خاصة قضية القدس والمسجد الأقصى. قمة في مكان طاهر وظروف عصيبة إلى ذلك أوضح الرئيس السوداني عمر البشير أن قمة مكة تعقد في ظروف استثنائية وفي مكان مقدس وطاهر الأمر الذي يضع مسؤولية كبيرة على القادة للخروج بقرارات تصب لمصلحة الأمة الإسلامية. وقال إن خادم الحرمين الشريفين كان ولا يزال حريصا على تعزيز التضامن الإسلامي ولم الشمل ووحدة الصف الإسلامي، مؤكدا أن قمة مكة ستكون نقطة الانطلاقة نحو الوحدة الإسلامية وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وستحقق الأهداف المرجوة، خاصة أنها تعقد في أطهر بقاع الأرض، وفي شهر رمضان المبارك. وأضاف أن الملك عبدالله قائد سياسي محنك، وصاحب نظرة ثاقبة، وشعوب الأمة الإسلامية تنظر إليه بكل احترام. باعتباره صاحب مبادرات سلمية أرست قواعد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وكانت له وما زالت بصمات واضحة إزاء تعزيز التضامن الإسلامي، وإرساء الأمن والسلم في المحيط الدولي. وأضاف أن الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم الإسلامي تتطلب التماسك والتضامن والتصدي لأعداء الأمة. إيجاد حلول لقضايا الأمة من جهته أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد القمة الإسلامية هو مطلب عاجل وملح لإيجاد حلول عملية لقضايا الأمة الإسلامية المستفحلة وبلورة استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز التضامن الإسلامي. وأوضح الرئيس الأفغاني أن خادم الحرمين الشريفين عمل بكل إخلاص وعزيمة وجد، لتعزيز العمل الإسلامي المشترك، واستقرار الأمن والسلم العالمي، وإدارة الأزمات ويلعب دورا محوريا في إيجاد حلول عملية للقضايا التي تواجه الأمة الإسلامية. وأكد أن القمة الإسلامية التي ستعقد في أطهر بقعة في العالم ستكون فرصة هامة ونادرة لقادة الدول الإسلامية للبحث والتداول المستفيض في شؤون الأمة وهمومها وكيفية إيجاد تصور إسلامي مشترك للخروج من دائرة الأزمات والوصول إلى مرحلة الانفراج وتعزيز العمل الإسلامي المشترك ووحدة الصف ولم الشمل. أما الرئيس الصومالي شريف الشيخ أحمد فقال إن دعوة الملك عبدالله لعقد القمة استجابة لتطلعات الشعوب الإسلامية التي تعاني من المآسي والويلات، مؤكدا أن الدول الإسلامية في أمس الحاجة للوحدة والتضامن الاسلامي في هذه المرحلة، مشيرا الى ان توقيت عقد القمة الاسلامية يجيء في الوقت المناسب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة وتتطلب التشاور والتنسيق بين الدول الاسلامية. وأضاف ان بلاده حريصة على إنجاح القمة الاسلامية والمشاركة بها بفعالية، والمساهمة بقوة للوصول لحلول عملية للأزمات التي تشهدها الدول الإسلامية. وأوضح أن الملك عبدالله شخصية عالمية رفيعة المستوى، لها بصمات إيجابية واضحة إزاء تعزيز الأمن والسلام والاستقرار، مؤكدا أن الشعب الأفغاني ينظر بكل احترام وتقدير للملك عبدالله وسياسات المملكة الثابتة والداعمة للحقوق المشروعة للأمة الإسلامية.