في زخم الصيام فى هذا الشهر الكريم، وبصحبة الحر الخانق الذي يسيطر على معظم مناطق ومدن المملكة، ومع الاختناق المرورى والازدحام غير العادي فى شوارع وطرقات جدة التي لاينقصها تحفير وحفر ومطبات وموانع أسمنتية، ومع السرعة المخيفة للكثير من سائقي السيارات قبل وبعد الإفطار وأثناء النهار، لا يحتاج القارئ إلى مقالات تغم القلب وتصد النفس أكثر من ذلك. لهذا أسوق إليه وجهة نظر، أو رأي خاص، فيما نشاهده على مدى الأسبوعين الماضيين في أولمبياد لندن. مارسن لعبة كرة القدم الخشنة، وقلنا لابأس! ومارسن لعبة كرة الماء العنيفة فقلنا ما المانع، هي أيضا رياضة وإن كانت أشق قليلا من كرة القدم. ومارسن المبارزة بالسيوف (لعبة الشيش) ورضينا، والرماية بالسلاح الناري وبالقوس والرمح، ورمي القرص والكرة الحديدية.. وقبلنا. ولكن أن يمتد الأمر إلى أن نرى السيدات «الرقيقات» يمارسن أيضا المصارعة الحرة، فلابد أن نعترف أن هذا نوع من الاسترجال. ثم نراهن بعد ذلك يمارسن الملاكمة الوحشية فنشعر أن هؤلاء النواعم قد أصبن بدرجة عالية من التوحش والطبائع العدوانية. ونفاجأ أخيرا بمشاهدتهن فى حلبة صراع «التايكواندو» وهي أشبه ما تكون بمصارعة الديوك المتوحشة، وأقصى ما توصلت إليه النفس البشرية من تنفيس للعنف على شكل رياضة همجية، فهذا أمر يحتاج إلى وقفة طويلة مع الجنس الذي «كان» لطيفا. في رأيي الخاص أن هذا الأمر لايبشر بخير، فهو بداية لتغيرات كبيرة في العلاقات بين الجنسين. وفي الواقع هذا يمثل تحذيرا سافرا واستفزازا واضحا لجميع الأزواج، وقد يؤدي إلى تبادل الأدوار في منزل الأسرة. فقد تأكد لنا من خلال هذه المشاهد على شاشة التليفزيون، أن المرأة التي كنا نظن بسذاجة بالغة أنها ضعيفة ورقيقة وناعمة، يمكنها أن تتحول فجأة وفي خلال ثوان قليلة إلى وحش كاسر، قادر على تحطيم أضلع أعتى الرجال... والأزواج!! هذه الحقيقة ليست في واقع الأمر بجديدة، فهي ملحوظة في عدد من عالم الحيوانات والطيور، كما أنه في بعض الحضارات البشرية القديمة كان الرجل يهتم برعاية الأطفال وبناء المأوى وصيد السمك والوناسة، بينما تقوم المرأة بشن الحروب والغزوات، ورد المعتدين وملاحقة الأعداء. علينا بعد كل هذا إعادة النظر عاجلا... وإعادة تقييم الأمور، وتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة. فلا يصح بعد اليوم أن نطلق لقب «الجنس الناعم»، أو «النصف الحلو»، أو «الجنس اللطيف» على المرأة العصرية الحديثة، وإنما يمكن أن توصف «مجازا» بالجنس العدواني، المشاكس، العاشق للهجوم والمتعطش لرائحة الدماء (يا ساتر). أما وصف الناعم والحلو واللطيف، فهي أوصاف يجب تجييرها وحجزها للرجل العصري المغلوب على أمره، حتى وإن كان مظهره يشبه الديك الرومي. استرجاء: ممنوع على أي قارئة «تهجمية» التعليق على هذا المقال، فهو للرجل فقط . وكل رمضان وأنتم بخير، وكل أولمبياد وأنتم في أتم صحة وعافية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة