الرويبضة ... جمرة متقدة تحت الرماد !!! \" و خلفهم ماردٌ شيطاني يريد التخريب \" - الجزء الثاني - تذكيراً بفكرة المقال : هو تسليط الضوء على أسلوب الخداع عند بعض من يسمون أنفسهم مفكرين أو ناشطين في حقوق الإنسان و المرأة حتى لا يخدع بهم أحد ، فالناس بحاجة إلى تحديد الأوصاف لا الأسماء ثم بعد ذلك هم قادرين على تمييز المصلح من المفسد ، وهؤلاء الأشخاص المخادعين يتظاهرون في البداية بتمسكهم بثوابت الدين حتى يتمكنوا من المجتمع فيفرضوا عليهم المشروع الغربي في كل شئون الحياة وليس فقط في قضايا المرأة ، ولهذا كان من أهم صفات هؤلاء كما قال تعالى [ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب ] فتتغير وجوههم عندما يرون الناس يريدون التمسك بالسنة لا غير فيعتبرون ذلك تخلفاً ورجعيةً أو سطحيةً في الفهم أو تحقيراً لشأن الإنسان و المرأة ، ولكن إذا وضع على مائدة الحوار فكرة أوروبية أو مشروع قومي أو تقليداً للغرب تجدهم كما قال الله [ وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ] ، ولهذا المطلوب منا فهم حقيقة ما يدعوا إليه هؤلاء والتحذير منهم ورفع الشكاوى عليهم كل ما سنحت الفرصة ( وهذا نفس الأسلوب الذي يستعملونه مع المصلحين ومع الأجهزة والمؤسسات الإسلامية كتحفيظ القرآن ومخيمات الدعوة والجمعيات الخيرية وهيئة الأمر بالمعروف ... الخ ) ولكن العاقبة للمتقين . ولكني أضيف في هذا الجزء [ تسليط الضوء على لعبة الإعلام في تغيير الحقائق والمفاهيم ] . إن الجزء الأول من المقال قادني للكلام عن لعبة يستعملها – الرويبضة - وبعض الجهل والمخدوعين لتفريخ أفكارهم وتمرير سياساتهم ، وأبعاد هذه اللعبة وحيثياتها هو مدى الاستفادة من الإعلام ، وهذا يقودنا إلى المبدأ الذي يسير عليه بعض معدي البرامج والمخرجين في القنوات الفضائية – وأعني بها تلك القنوات التي تحاول جاهدةً بث الوعي الإسلامي على الأقل من منظورها – وإلا فالقنوات الفاسدة التي تبث العري فهي مفضوحة للجميع - أقول إن مبدأ بعض من أشرت إليهم في إعداد برامجهم وإخراجها إن كانت مقاطع فيديو أو كليبات دعوية ينطلقوا من أفكار راسخة في أذهانهم يتوقعون سلامتها الكاملة من كل جهة دون الرجوع إلى العلماء وكتب فقهاء المذاهب الأربعة ، ويكون مكمن الخطر هو تعليم الناس ما لا يوافق الشريعة ، ونعطي مثالاً بسيطاً على ذلك : - - حجاب المرأة : ففي قول جمهور العلماء - وهو مدون في كتب الفقه - أن المرأة يجب ستر كل بدنها ما عدا الوجه والكفين ، وإن كانت المرأة جميلة يخشى معها الفتنة وجب ستر وجهها سداً للفتنة ، يا سادة يا كرام وجب ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين ، وليس الشعر والصدر والذراعين والآيات الواردة في فرضية الحجاب كلها تشير إلى عدم إبداء الزينة لغير ذي محرم لكي لا تحدث فتنة وتتحرك كوامن النفس بين الجنسين ، وقد فسر ابن كثير عن مجاهد أن الله منع نساء المسلمين أن يتبرجن مثل أهل الجاهلية وقال كن يظهرن أقراطهن ونحورهن ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، ومنهم نساء كاسيات عاريات ) وقد ورد عن الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني كلاماً مضمونه : أنا أرى جواز كشف وجه المرأة ولكن لا أدعو إليه ولكن ما يحدث في ديارنا بالشام من لبس الشيلة – وهي التي تضع على الرأس – بشكل لا يستر النحر والأذنان ، أو ما يلبسه النساء من لباس ضيق يصف حجم جسمها أو وضع الأصباغ النسائية كل ذلك حرام . فهل علمت أخي القارئ ما أصبوا إليه ، هي تلك المشاهد التي تخرج لنا فتيات بجميع الأوصاف السلبية المذكورة أعلاه فإذا رأيتها حسبتها عروساً ليلة زفافها من شدة ما هي مهتمة بمظهرها الخارجي أمام العامة من الناس سواءً ما يتعلق بالزينة أو بنوعية الملابس وتناسق الألوان وبعضهن ملابسهن ضيقة على البدن - واسمحوا لي أن أقول وكأنها في حفل استعراض - بحيث تستطيع تحديد حجم ثديها وعجيزتها ففقد الحجاب بذلك الغرض من مشروعيته ، وأين الخطر في هذا ؟ هو أن المرأة بالمظهر المذكور يظهرها صاحب الفكرة بأنها النموذج الصحيح والمعتدل والوسطي ، فيحشى حينها هذا العقل المتلقي بهذه المعلومات الصوتية والصورية – وهذا أشد مظاهر التأثير - والذي يجب أن يعرفه الجميع أن مقاييس الإعلام غير مقاييس الدين ، فالإعلام يخدم فكرة صاحبه عن طريق اختيارات مواد إعلامية معينة ، فيكثر حينها من عرض مظاهر التحرر بحجة عرض الأخبار أو التغطية الإعلامية أو الحوارات ونحوه حتى يتمكنوا من إيصال فكرتهم وتطبيع المجتمع على سلوك معين وذلك تمهيداً لإيجاد تحولات ثقافية تسهل عملية الإجراءات العملية ، وأما الإسلام فهو دين الله ليحقق مراد الله في الأرض ، ولهذا علينا أن نعيش خطة الإسلام في تنظيم حياتنا لا بأهوائنا ، وفي الحديث أن من أسباب الفساد في آخر الزمان هو إعجاب كل ذي رأي برأيه - وهذا دليل عدم وجود إذعان لله ، وصدق من قال : أن الدنيا تغتال القلوب والعقول فتتغير عن مبادئها والله يثبتنا على دينه . • إن الخدعة التي تؤلم النفس هو أن يقوم الإعلام بإيهام العامة أن كشف وجه المرأة هو الأصل في العالم الإسلامي هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تسهيل انتشار العري وقلة الاحتشام التي نراها اليوم كواقع كثير من البلدان الإسلامية وكأن هذه هي السمة الغالبة منذ مئات السنين للعالم - وهذه إحدى ألاعيب المخدوعين بالعلمانية أو على أقل تقدير بالجاهلين بأحكام الشريعة وتاريخ الأمة المسلمة . ولم تطرح مساءلة كشف وجه المرأة وانحسار شيء من ملابسها مما أدى إلى قلة الحشمة أو انعدامها إلا على أيدي العلمانيين قبل سبعين سنة . وعلى عجالة أقدم لكم الدليل على ذلك : - - الأمم الماضية : مما يؤكد أن في سالف التاريخ ورغم تعدد الديانات المنحرفة كان هناك حداً لم يتعداه هؤلاء في مساءلة الاحتشام إلى حدٍ ما ، كما أخبر الله عن بلقيس مع سليمان قال تعالى [ قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ] الآية ووجه الاستدلال أنها قبل هذا الموقف كانت ساقها مستورة بعكس ما عليه حال بعض النساء اليوم . - الصور التاريخية : كصورة كيلوباترا أو ما نراه من صور الفراعنة المنحوتة والتي تدل على واقع محتشم إلى حدٍ ما وهن كافرات بخلاف ما عليه نساء مسلمات في هذه الأيام من تبرج وعري . - الإنتاج السينمائي : وهي البوابة التي نطل من خلالها لرؤية الاحتشام النسائي في الحضارات التاريخية القديمة ، حيث نرى زي المرأة وهي محتشمة إلى حدٍ ما في جميع الأفلام التاريخية التي تحكي قصصاً قديمة حدثت قبل مئات السنين . - الحضارة الحديثة : وعلى سبيل المثال الحضارة الأمريكية والتي يظهر من خلال بعض برامجها القديمة أن أدبيات تلك الحضارة قائمة على لباس محتشم نوعاً ما بعكس ما يفعله بعض نساء المسلمين في هذه الأيام - فهل يكذب التاريخ - وفي كتاب تاريخ لبنان من صفحة 516 - 518 يقول د/ فيليب وهو نصراني [ لم يكن مألوفاً في لبنان أن يرى في شوارع بيروت رجالاً أوربيون يرتدون ملابس غربية ، وفي جميع هذه المدن اللبنانية كانت المرأة النصرانية تغطي وجهها كما تفعل المرأة المسلمة ] ، ويقول محمود بهجت في كتاب الكويت زهرة الخليج العربي [ المرأة الكويتية حتى سنين قلائل كانت ترتدي الجلباب عند خروجها من منزلها وكان جلبابها طويل يزحف وراءها على الأرض أمعاناً في ستر قدميها أثناء السير ويستر وجهها نقاب كثيف تشع عيناها من فتحتين صغيرتين تجاه العين ] - فهل يكذب التاريخ - فلماذا تغيرت الأحوال - إن سبب هذا التغيير بدأ على أيدي قادة حملات تحرير المرأة من نصارى العرب وأقباط مصر ونصارى لبنان وساعدهم في ذلك العلمانية العالمية وأتباعهم مما ذكرنا أسمائهم مع الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في تغييب صوت المصلحين وتشويه صورتهم وفي المقابل تلميع أصحاب الفكر المخالف ، فا للهم أهدي أمة محمد وردها إليك رداً جميلاً . - وبعد هذا الاستعراض الوثائقي لبلدان إسلامية أطلب من القارئ وكذلك وسائل الإعلام إعادة التأمل بشأن حجاب المرأة وغيره من مظاهر أخرى خالفوا بها تعاليم الشرع ، وعند المقارنة بين الحجاب المنوه عنه في صفحات التاريخ ومن قبله في كتاب الله وسنة رسوله وبين حجاب هذا اليوم نجده يتميز بما يلي : - 1 - الحجاب يغطي المرأة كاملة بجلباب غير ذات ملابسها ، لا كما يفعله بعض نساء اليوم تخرج بنفس ملابس بيتها أو الملابس المعدة للزينة مع تغطية شعرها ظناً أنها أدت ما عليها . 2 - خلو هذا الجلباب من مظاهر الزينة والموضة التي تستدعي انتباه المارة 3 - الجلباب كان سميكاً لا يصف الجسم ، لا كما هو عليه الحال اليوم من جلابيب قصيرة أو رقيقة ناعمة تلتصق على الجسم . ثم بعد ذلك كله هل من لزوم القول بجواز كشف وجه المرأة - كما يتبناه البعض - إخراجها للناس بهذه الصورة ، أو تسليط المخرج والمصور الكاميرا على جزء من أعضاء بدنها كما نشاهده في بعض البرامج ، أو إقحامها في مواقع ومواقف لا يتناسب مع طبيعتها كأنثى ، أو اختيار الشابات الجميلات ووضعهن محط أنظار الملايين ، والنبي صلى الله عليه وسلم حرص في الحديث على الفضل بن العباس عندما رآه ينظر إلى امرأة فحول رأسه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ووجه الاستدلال هنا هو ما أشار إليه من يفتي بجواز كشف وجه المرأة من علماء المذاهب أنه متى كانت المرأة محل فتنة وجب ستر وجهها - فليس من لوازم القول بجواز كشف الوجه خلط الحابل بالنابل مما يرفع صفة الحياء عن المرأة والتي هي محل مدح الإسلام أو يجر الآخرين إلى الفتنة بها ، أليس النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها كما في الحديث ، ألم يوجد الإسلام فروقات بين المرأة والرجل تبعاً لأساس الخلقة ووظائفها - وهو أعلم بمن حلق وهو اللطيف الخبير - وقد أشار الإسلام لهذه الفروقات وعلى سبيل المثال في مجال السلوك العملي في الأحاديث التالية : - - إذا ناب الرجل شيء في صلاته فليسبح وأما المرأة فلتصفق ( حديث شريف ) - صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجدي هذا ( حديث شريف ) - توجيه الإسلام بأن يكون صف المرأة في الصلاة خلف الرجل وليس بجانبه . - قوله صلى الله عليه وسلم في المسجد - لو تركتم هذا الباب للنساء - - حث النبي صلى الله عليه وسلم الشخص الذي أراد النكاح قائلاً له : أنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ، فإذا كان الأصل كشف الوجه فلماذا أمره بالنظر إليها ، وقد ركزت على الجانب المادي في الأدلة لأوضح كذب هذه الافتراءات لأن الدليل المادي واضح لكل من شاهده . وغير هذا كثير وهي فروقات ليس منشأها التفضيل ولكن طبيعة الخلقة البشرية والوظائف المتاحة لكل جنس ، فجمع الإسلام بين الإنتاج وبين السلامة والعفاف ، ويجب على المرأة أن تعترف بهذا كما أن الإسلام أعطاها الحق في بر أبنائها أكثر من الأب وذلك تبعاً لمجهوداتها في الحمل والوضع والرضاع فهل معنى هذا أن الإسلام يهضم حق الأب – لا ولكن هو وضع الأمر في مكانه الصحيح - طبعاً هذا الكلام لا يعجب البعض - وقد سمعت من بعض هؤلاء المتحررات ( أنا حرة في جسدي أبديه لمن أشاء ، والله ما خلق هذا الجمال لكي نستره ) ومثل هؤلاء يأتي منهن أكثر ونحن بحاجة أولاً عند الحوار مع أمثال هؤلاء أن نتفق معهم على سؤال واحد – هل تعتقد أن القرآن والسنة - هما مرجعك أ م لا ؟ وهل تعتقد أن تعاليم الإسلام صالحة لكل زمان ومكان ؟ وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم تنويرين أو علمانيين أو ليبراليين أو يساريين ... الخ ، جميعهم يحاولوا الهرب من صفةً سماهم الله بها في القرآن وأحوالهم جميعاً تشملها الآيتين التاليتين : [ والمنافقين والمنافقات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسو الله فنسيهم إن المنافين هم الفاسقون ] وقوله تعالى : [ ومن يشاقق الله ورسوله من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا] دعونا الآن نعود إلى موضوعنا ، إذاً ليس من لزوم القول بكشف الوجه تجاوز باقي الخطوط الحمراء الواردة في القرآن والسنة والتي أشرت لبعضها ، فالإسلام قد ستر من المرأة ما يجب ستره حماية للأخلاق وعدم الانجراف وراء الفتنة . والشعار الجديد الذي يستر تحته كثير من المهازل ويتغنى به من أعنيهم هو - الشغل مو عيب - وهذا صحيح ، ولكن التخلي عن الحياء والاسترجال من النساء عيب ، ونبذ بعض القيم والتحرر من بعض التوجيهات الإسلامية عيب ، فشعار كل الأمم المؤمنة - الحياء لا يأتي إلا بالخير - ففي قصة موسى عليه السلام مع إحدى ابنتي الشيخ الكبير الذي سقا لهما قال الله تعالى [ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ] قال ابن كثير في تفسير القرآن أن ابن أبي حاتم روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ، وليست بسلفع من النساء دلاجة ولاجة خراجة ، قال الجوهري : السلفع من النساء المرأة السليطة - أ ه ، لا شك أن تغطية الوجه هو عنوان الفضيلة كما كانت تقول عائشة رضي الله كان إذا حاذانا الركبان أسدلت إحدانا جلبابها على وجهها ، تريد رضي الله عنها كما تعلمت من صاحب الرسالة من خلال ما تقدم من آيات وأحاديث أن المرأة أمام الرجال لها حالة من الحياء والأدب يجب أن تكون عليها ، وليس مخالفة هذه الآداب والتوجيهات دليل ٌ على إثبات الذات والشخصية ، فالمرأة التي لا ترى ذاتها عند تقبيل يدها وهي أم ٌ رحيمة أو جدةٌ فاضلة أو زوجةٌ محترمة يخدمها زوجها في كل شئون حياتها مثلها مثل امرأة السلطان التي لا تباشر شيء بيدها بل هي مخدومة ، المرأة التي لا ترى هذا كله هي في الحقيقة مسكينة ، ويزداد بؤسها عندما نرى الإعلام يظهرها في مقاطع فيديو وهي ترتدي الخوذة وملابس العمل في موقع البناء أو على ما يعرف بالسقالات مع عشرات الرجال ومثله في مصنع يغض بمئات الرجال من جميع الأجناس والأخلاق ليعطي رسالة مغشوشة أن هذا نموذج للمرأة المتدينة العاملة ثم يزكي بعضنا بعضا ، فلو سلمت قلوبنا لكرهنا مخالفة شرعه ، فهذا نبي الله موسى يقول الله في قصته : [ يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ] جاء عن ابن عباس في التفسير أنه قال : لما سمع أبوها ذلك قل وكيف علمت ذلك ؟ قالت : أما أمانته فإني لما جئت معه تقدمت أمامه ، فقال لي كوني من ورائي فإذا اختلفت في الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق لأهتدي به . أ ه وعائشة رضي الله عنها قالت : ما صفح رسول الله امرأة قط إنما كان يبايعهن بالكلام ، وقال عليه الصلاة والسلام ( إياكم والدخول على النساء ) ... الخ هذه الأحاديث ، هذه هي القلوب السليمة الطاهرة وهم أنبياء الله أبعد الناس عن الخطأ ، ولكن في زماننا تضطر بعض النساء للعمل من أجل الحاجة فتفاجئ أن صاحب العمل أو مدير المنشأة يضعها في مكان لا يتوافق مع حيائها هذا أقل ما نقوله يجعلها في عمل استهلاكي بكل معانيه [ تسويق - سياحة - خادمة بمطاعم - وكالات سيارات ] للجذب والإبهار ، فإن كانت المرأة غير جميلة ورشيقة فنصيب ملفها الاعتذار ، كما هو حال الأوربيات ، وقد جاء في تقرير أن بعض النساء الأمريكيات السمينات الغير رشيقات أو الغير جميلات ينتحرن لأنهن يجدن أبواب العمل مؤصدة أمامهن . فمسكينة هي الأمة التي لا تعي دروس الزمان ولا تلتزم بتوجهات ربها ونبيها إلا بعد فوات الأوان . وأي شهادة أعظم - بعد إخبار الله - من شهادة الزمان ، عندما نقرأ في جريدة البلاغ الأسبوعية في 22 يونيو 1928م مقالاً بخط عريض المرأة التركية تكنس الشوارع وترش المواد الكيمائية على الزرع وفي عنوان آخر ( عاملة في أعلى المدخنة الخاصة بالبواخر لتصلحه وأجرها ست جنيهات لقاء الخطر الذي يستهدفها ) ، وفي عمود المقال يقول الكاتب : [ إن المرأة التركية الحديثة قد أخذت أخيراً كل حقوها وتساوت مع الرجل ] فهل هذا هو طموح المرأة المسلمة المخدوعة بأكاذيب الخائنين - فبعد أن سخر الله لها رزقها عن طريق والدها أو زوجها أو ابنها - تستبدل كل ذلك بأشق المهن وأحياناً بما يجعلها محل ريبة وتهمة ، وهذا يدفعني للتنبيه مرة بعد مرة أن لا نكون متلقين فقط ، بل علينا الرجوع إلى أحكام ديننا عن طريق مصادره الأصلية لا شاشات القنوات الفضائية . - وأخيراً أحيي كل متمسك بدينه ذكراً وأنثى ، وأقول لهم الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة وموعدكم على الحوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم قريباً ، فإن أصبت فمن الرحمن وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وصلى الله على محمد وآله . بقلم - فهد العمر [email protected]