كلنا في هذا الوطن الكبير أبناؤه وحماته، وملامحنا تشربت سمرة أرضه وتشكلت ألواننا بلون حنطته، واشرأبت أعناقنا بشموخ نخيله، ولا مكان بيننا لمن يريد تفريق أبناء الوطن الواحد أو شق صفهم أو تشتيت كلمتهم أو إثارة الفتنة بينهم بدواعي الطائفية أو المذهبية أو القبلية أو أي من العصبيات التي ينبذها الدين ولا تقرها الأخلاق ولا القيم الإنسانية الحقيقية. وتأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، على أن من أبرز ما يميز المجتمع السعودي هو حفاظه على قيم الدين الحنيف، والتفافه حول قيادته وحرصه على وحدة الوطن، يبين ما لإنسان هذه الأرض من قيمة عالية اختصه الله بها؛ فابن أرض الحرمين الشريفين هو أولى الناس بالحفاظ على قيم الدين والأخلاق والصفات النبيلة، وهي مسؤولية كبيرة وتشريف عظيم من الله عز وجل لأهل هذه البلاد، والتفاف المواطنين والمواطنات السعوديين حول قيادتهم وحرصهم على وحدة تراب وطنهم واتحادهم حول راية بلادهم مسؤولية كبيرة هم أهل لها وهم أولى الناس بحمايتها والمنافحة عنها والوقوف في وجه كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد ومواطنيها من الداخل أو من الخارج. كما أن تأكيد خادم الحرمين الشريفين أن الحوار الوطني كان له دور كبير في تعزيز هذا الانتماء والتقريب بين وجهات النظر، وتوجيهه، يحفظه الله، بالاستمرار على هذا النهج، وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع ويبعدنا عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة، لهو نبراس لا بد أن يقتدي به كل من يعيش على هذه الأرض وتحت سمائها، لأن فيه خير البلاد والعباد بإذن الله تعالى، وفيه خارطة طريق للعيش الآمن والتقدم والنمو والازدهار لأي أمة في الدنيا، ونحن أولى الناس بما في هذه الكلمة من خير، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها.