بتأكيده أمام وفد لجنة الدعوة بأفريقيا، الليلة قبل الماضية، على الاستمرار على نهج الحوار والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، أعاد المليك القائد رسم منهج العمل الدعوي الصحيح، وما تقوم عليه سياسة هذه البلاد الخيرة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه وحتى عهده الزاهر يحفظه الله. فالدعوة الشاملة، تكون مؤصّلة كما كانت في العصر النبوي، ملهمة للجميع، ووضاءة لكل البشر، دونما تفرقة على أساس اللون أو الجنس أو اللغة أو المكانة الاجتماعية، وأن ما يجب أن يكون عليه المسلمون الآن، وقد تجاوز عددهم المليار ونصف المليار، يجب أن يتشربوا من نفس المنهل، والسير على ذات المنهج. الإسلام الذي قضى على التفرقة بين البشر، وجعلهم أمام الخالق سواء، استطاع بكلمة طيبة، أن يجمع بين البشر الذين تحلقوا حول كلماته ومعانيه، وتأسوا برسوله الكريم وخلفائه الراشدين، وبالتالي كان عمق الرسالة التي نحن أحوج ما نكون إليها في وقتنا الراهن، مقارنة بما يجري حولنا وما نواجه من تحديات ومغالطات. وعندما يقول خادم الحرمين الشريفين، إن لغة التصنيف والإقصاء لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة، فمعنى ذلك أنه ينبغي على جميع من ينتسب لهذا البلد الطاهر، وعلى كل من يحمل شرف الإسلام، أن يعي حقيقة الإيمان، وحقيقة البعد الاجتماعي الذي يقوم على التعايش والتسامح والتراحم، وعلى قبول الآخر، دون تزاحم أو إلغاء أو تهميش، لأن المعيار الإيماني الخالد، يقوم على بشرية الإنسان لا فوقيته وتعاليه، ويتأسس على مبدأ حق الحياة الكريمة للجميع، في إطار من الخلق القويم والانفتاح العقلي وإفساح المجال للتعددية التي لا تهدم وطناً أو تفرق جماعة أو تستأثر بأحد على أحد. المعنى واضح إذاً.. والمنهج قويمٌ بما يكفي للاتفاق على ذات الصيغة التي نشأنا عليها، دون ترهيب أو تخويف أو تخوين، دون وجه حق، ومجتمعنا الذي مرّ بالعديد من التجارب، وتعرض فيها لأقسى أنواع الاختبارات، ينبغي له أن يلوذ بما أجمع عليه أفراده، ومن أن تكون المواطنة التي هي حق للجميع هي ذاتها الحُكْمُ والحَكَمُ.. والحكمة معاً. مجتمعنا الإسلامي، الذي يضم أمة المليار ونصف المليار، ومن بينه مجتمعنا السعودي، بحاجة للتأسي بما كان عليه السلف الصالح، وبحاجة للاقتداء بما يقول ويفعل الآن عبد الله بن عبد العزيز. ومجتمعنا الذي يشهد الآن أكبر عملية حراك فكري، سيظل قائماً على ذات المنهج الوسطي التسامحي، الذي ينظر للآخر مهما كان مختلفاً في الدين واللغة والجنس نظرة الشريك الإنساني على أرض الله التي خلقنا عليها، وما كلمة القائد والأب إلا رسالة توعية تعيد تأصيل الأشياء لمراجعها الصافية البعيدة عن الغلو، والداعية للتعايش والإخاء. وعلى كل مواطن سعودي، مهما كان انتماؤه الفكري أو العقدي، أن يسمو بانتمائه، ويستلهم من كلمات المليك، ما يعينه على أن يكون القدوة والنموذج، خاصة وأنه يمتلك الإرث الإسلامي العظيم، ويقبع حول أقدس المقدسات الإسلامية، باذلاً وحامياً ومتشرفاً بخدمتها ورعاية زوارها وحجاجها ومعتمريها. ما أحوجنا في هذا العصر إلى أن نعود لسيرتنا الأولى، ونكون حقاً خير سفراء، لديننا أولاً، ثم بلادنا ومليكنا ثانيا. ** تذكر !! تذكر « يا سيدي « ان المواجهة هي أقصر الطرق للوصول إلى الهدف .. وتذكر «أيضاً» أن الرجل العظيم انسان بين ضلوعه قلب طيب . ** وخزة .. هيئة «الفساد « تشكو من وزارة الصحة .. وربما جهات أخرى .. السؤال .. وما الحل .. لكي نصل إلى إصلاح الخلل .