يفضل عدد من العزاب في العاصمة المقدسة تناول وجبة الإفطار في الحدائق العامة، بين الهواء الطلق وفي روحانية، ويحرصون على ذلك ليعيشوا في أجواء حميمية فيما بينهم، ويعوضوا غياب الأهل عنهم. فما أن يقترب موعد آذان المغرب حتى يتدفق العزاب على الحدائق بأطعمة اشتروها من السوق، وشاركوا بها في موائد تحتضن الصائمين من الجنسيات والفئات المختلفة، ما يعزز الأهداف السامية التي من أجلها شرع الصوم. وأوضح الشاب معيلي الهلالي أنه يفضل الإفطار في المنتزه لما فيه من روحانية وحميمية لا توجد إلا في رمضان، ملمحا إلى أن الطعام في المنتزهات يصل من الجمعيات الخيرية، إضافة إلى أنهم يجتمعون لشراء الإفطار وتوزيعه على المتواجدين في الحديقة. وقال هلال إبراهيم: «أفضل التواجد في محل القهوة العربية في الحديقة، فهي تعتبر التمر ركنا أساسيا في مائدة الإفطار، وبما أنني عازب في مكةالمكرمة بسبب شغلي فيها فأنني أفضل أن أتناول الإفطار مع زملائي في هذه الحديقة لما نجده من حميمية وسط الأجواء الرمضانية». إلى ذلك أفاد عادل الوافي أنهم يشعرون بفرحة وراحة حين يجتمعون لتناول الإفطار في الحديقة، مشيرا إلى أنهم يشترون وجبات الأفطار من السوق ويقدمونها في الحديقة، ملمحا إلى أنهم يحرصون بعد تناول الإفطار على المشي مع زملائهم، ليهضموا ما تناولوه من الأطعمة الدسمة كالرز واللحم والفطائر والمعجنات، والحلوى التي تحتاج لبذل مزيد من الجهد لحرقها، موضحا أنهم لا يعودون إلى منازلهم إلا بعد أدائهم صلاة التراويح. بدوره بين المقيم المصري مصطفى أحمد أنه يفضل تناول الإفطار في إجازة نهاية الأسبوع في الحديقة ليكسر روتين المنزل، لافتا إلى أنهم يحرصون على تناول وجبة إفطار خفيفة ليس فيها سوى التمر والقهوة والسمبوسك والفول فقط، مبينا أنه بعد الإفطار يتجاذب مع رفاقه الأحاديث حتى تحين صلاة العشاء ثم يذهبون لأداء صلاة العشاء والتراويح. من جهته أرجع وليد باحسين تفضيله الإفطار في المنتزهات إلى ما يجده من متعة وراحة في تناول الإفطار في الهواء الطلق، لافتا إلى أنه يعيش في مكةالمكرمة عازبا، ما يجعله غير ملتزم بأسرة. في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي للخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن مكةالمكرمة تضم نحو 193 حديقة بإجمالي مساحة 728200م2، منها 170 حديقة تضم ألعاباً للأطفال، مبينا أن من أهم الحدائق العامة الموجودة في مكة، حديقة المسفلة، تبلغ مساحتها حوالى 23000م2 وتقع في حي المسفلة، إضافة إلى حديقة الرصيفة، وحديقة شبه الجزيرة العربية وهي واحدة من أكبر حدائق مكة حيث تبلغ مساحتها حوالى 170000م2، وتقع على الطريق الدائري الثالث. وذكر من المنتزهات أيضا حديقة بدر، الرخامية، الكعكية، ومشتل أمانة العاصمة المقدسة وهو المصدر الأساسي للأشجار والنخيل في حدائق مكة، وتبلغ مساحته حوالى 225000م2.