تلقى النظام السوري ضربة قاصمة يتوقع أن تعجل برحيله، بعد أن أعلن رئيس الوزراء رياض حجاب انشقاقه ووصل إلى الأردن مع أسرته لينضم إلى صفوف المعارضة ليصبح أرفع مسؤول في البلاد ينشق عن نظام الأسد، فيما أفاد بسام إسحق عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري المعارض أن وزيرين وثلاثة من ضباط الجيش برتبة عميد انشقوا إلى جانب حجاب ولجأوا معه إلى الأردن. وقال حجاب في بيان تلاه متحدث باسمه «أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب وانضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة وأعلن أني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة». وأكد مصدر أردني رسمي وصول حجاب مع أسرته إلى الأردن قبل أن يعلن النظام إقالته وتعيين عمر غلاونجي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء رئيسا لحكومة مؤقتة لتسيير الأعمال. وقال محمد عطري المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق أن حجاب سيغادر الأردن وعائلته إلى قطر «خلال أيام». وأفاد أحمد رمضان العضو في المجلس الوطني السوري أن حجاب كان برفقته عدد من المسؤولين وأن المجلس مازال يقوم ببعض الخطوات وأنه ليس هناك عجلة في الكشف عن شخصياتهم. وتابع أن الحذر مطلوب لتفادي بعض الضربات الوقائية، لافتا إلى أن 15 دبلوماسيا وشخصية سياسية تنوي الانشقاق. من جهتها أكدت المعارضة السورية أن رئيس الوزراء السوري انشق ولجأ مع وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش إلى الأردن ليل أمس الأول. وقال خالد زين العابدين عضو المجلس الوطني السوري:«إن التنسيق كان مباشرا مع الجيش السوري الحر الذي أمن وصول حجاب وعائلته ومن معه إلى أماكن آمنة داخل الأراضي الأردنية». في هذه الأثناء توالت ردود الفعل على انشقاق حجاب حيث وصف رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا الانشقاق بأنه مؤشر على«تآكل النظام من الداخل». كما رحّب المجلس الوطني السوري أمس بانشقاق حجاب، محذراً الذين لا يزالون يخدمون النظام بأنهم يعرضون أنفسهم للملاحقة القضائية ولأشد المخاطر، معتبرا أن «هذا الموقف الشجاع لهو دليل ساطع على أصالة الشعب السوري». فيما قال البيت الأبيض أمس إن انشقاق رئيس الوزراء السوري يظهر أن حكومة نظام بشار الأسد «تنهار من الداخل» مكررا دعوته للرئيس السوري للتنحي ووضع حد للعنف الذي يعصف بالبلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في إفادة صحفية «هذا دليل على أن قبضة الأسد على السلطة تتفكك». من جهتها عدت الخارجية الفرنسية انشقاق رئيس الحكومة السورية عن النظام السوري بأنه يكشف هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في بيان: «إن فرنسا مقتنعة أن نظام بشار الأسد إلى زوال وأن تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة».