في أحداث أقل ما توصف بالمفاجأة والدراماتيكية وغير المتوقعة أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في بيان تلاه متحدث باسمه امس انشقاقه عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب «جرائم ابادة» بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة. وذكر المتحدث من عمان ان حجاب في «مكان آمن» مع عائلته اضافة الى عائلات عشرة اشخاص من اقربائه، وهو سيتكلم قريبا، فيما اكدت مصادر للرياض الى ان حجاب موجود في الاردن. وقال حجاب في البيان «اطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سوريا باقسى جرائم الابادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب اعزل». النظام السوري محاولاً التمويه: إقالة حجاب وتعيين غلاونجي لرئاسة حكومة مؤقتة واضاف «اعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب وانضمامي لصفوف الثورة» مؤكدا انه الان «جندي من جنود هذه الثورة المباركة». وذكر المتحدث محمد عطري بعد انتهائه من تلاوة البيان ان حجاب «اعلى مسؤول سوري ينشق» وقد «حمل روحه على كفه من اجل هذه الثورة.. ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا». طفل يجلس أمام منزله في حمص بعد أن قصف جيش النظام الحي الذي يسكنونه (رويترز) وبحسب عطري، فان عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه تمت بالتنسيق مع الجيش الحر وقد استغرقت «اشهرا»، وان «الثوار في الداخل هم من امنوا له هذا الخروج المشرف». وقال عطري ان حجاب «في مكان آمن وايد امينة هو وعائلته»، وان مجموع 10 عائلات ملحقة بحجاب قد تم تهريبها بينها عائلات ثمانية اخوة لحجاب بعضهم يشغلون مناصب في الدولة السورية. ونفى عطري ان يكون حجاب اقيل، بل اكد ان اقالته اعلنت بعد يوم ونصف يوم من اختفائه وبعد فقدان النظام الامل في القبض عليه او قتله على حد قوله. وقال عطري «معلوماتنا مؤكدة من خلال رياض حجاب بان النظام السوري متهالك وساقط لا محال ولكنه يراهن على القتل». وخلص الى القول بان حجاب «سيطل عليكم قريبا (ويتكلم) بلسانه ... ومشاعره المنحازة للشعب». رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب (أرشيفية) من جانبه اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري عبد الباسط سيدا امس ان انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب هو مؤشر على «تاكل النظام من الداخل». وقال سيدا «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه اشارة على ان النظام يتآكل من الداخل ونؤكد انها بداية النهاية». وفي محاولة منها لتدارك الوضع ظاهرياً افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) امس ان رئيس الوزراء السوري رياض حجاب اقيل من منصبه. وكان الرئيس السوري بشار الاسد كلف في السادس من حزيران/يونيو حجاب بتكليف الحكومة التي اعلن تشكيلها في 23 حزيران/يونيو. الى ذلك قال التلفزيون السوري إن دمشق عينت عمر غلاونجي الذي كان نائبا لرئيس الوزراء لرئاسة حكومة سورية مؤقتة امس. في الاطار ذاته انفجرت عبوة ناسفة امس في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السوري في دمشق ما ادى الى وقوع اصابات لم تعرف طبيعتها بعد، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وافاد التلفزيون ان «هجوما بالمتفجرات» استهدف مكاتب الادارة العامة في الطابق الثالث من المبنى الذي يقع في ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية. وافادت مراسلة وكالة فرانس برس في دمشق ان «الامن اغلق الطريق المحاذية للمبنى والمتفرعة من الساحة»، مشيرة الى «تواجد سيارتي اطفاء في الطريق التي جرى اغلاقها». واكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في اتصال مع التلفزيون الرسمي ان «هناك بعض الجرحى من الزملاء لكن لم يقع قتلى»، مشيرا الى ان «الاصابات خفيفة وطفيفة». واوضح الزعبي ان «العبوة وضعت في مكان ما في الطابق الثالث» حيث يجري العمل على اكتشاف ما حصل، مشيرا الى وجود اضرار في الطابق. وشدد على ان الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون «ستستمر في العمل»، معتبرا ان التلفزيون «يستهدف بسبب جراته». وقال انه «بالمعنى السياسي نعرف من يقف خلف هذه العمليات ومن يمول هذه العمليات ومن يريد ان يخرب هذه البلاد». ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث. وعرضت قناة الاخبارية السورية الرسمية صورا للزعبي وهو يتفقد الطابق الثالث حيث وقع الانفجار، واظهرت اللقطات مقدار الاضرار المادية الكبيرة حيث بدت اثار الحطام بينما سقط السقف الخشبي المستعار وتدلت منه الاسلاك الكهربائية. وظهرت بعض آثار الدماء على طاولة مكتب محطم وكذلك على بعض آلات التسجيل في الطابق حيث غطى الغبار الكثيف المكان وتكسر عدد من الانابيب التي تفجرت منها المياه بالاضافة الى انقلاب عدد كبير من بعض قطع الاثاث. وبدى في احدى الصور بعض العاملين وهم يحملون احد المصابين. وكان هجوما غير مسبوق استهدف في 27 حزيران/يونيو الماضي مبنى قناة «الإخبارية السورية» الرسمية في ريف دمشق ما ادى الى مقتل ثلاثة صحافيين واربعة من حراس مبنى القناة. وهاجم مقاتلون معارضون منذ يومين مبنى الاذاعة والتلفزيون في حلب شمال البلاد وفجروا عبوات ناسفة حول المبنى بعدما اضطروا للانسحاب بسبب قصف الجيش النظامي على المبنى. وتبنت «جبهة النصرة» السبت الماضي مقتل المذيع في التلفزيون السوري الرسمي محمد السعيد الذي خطف منتصف تموز/يوليو.