يجلس حسين شعيب في كل ليلة في المركاز الرمضاني مع بعض أصدقائه ويستعيد عبق الماضي وذكريات الأمس عن البحر والبر وتحلو الجلسة مع ارتشاف القهوة العربية بالتمر وتصبح لها طعم آخر مع توافد الكثير من الأصدقاء إلى المركاز. وأوضح ابن شعيب أن الجلسات الرمضانية التي يتخذونها للسمر وتبادل الأحاديث تبدأ بعد أداء صلاة التراويح، حيث إن الأجواء في المركاز أو المقاهي العربية لها مذاقها الخاص تجمعه بزملاء العمل والأصدقاء وهذا شيء جيد يفتقده الكثير من الناس. وقال سعد صالح: «الكثير من الناس تبعدهم الأعمال والأشغال اليومية، لذلك نحرص أن نتواجد في الكثير من الأوقات لتبادل الأحاديث والسؤال عن بعضنا البعض ونستمع لأحاديث الكثير من كبار السن الذين يحدثوننا عن الماضي الجميل رغم قسوته وقلة الخدمات، فالآباء كانوا يعملون في الزراعة والتجارة ورعي الأغنام والصيد وغيرها في أجواء حارة وقاسية دون مكيفات أو وسائل تبريد أخرى أو حتى تناول الغذاء المناسب». من جهته، أوضح عبدالرحمن الهزاع بأن التجمع في مركاز الحارة أو المقاهي الشعبية أو حتى الجلسات الخاصة له مذاق خاص في رمضان خلاف الأيام الأخرى كونه يعيد الماضي والذكريات لنا. لكن مختار أحمد يشير إلى أن الاستماع لأحاديث كبار السن له مذاق خاص ففيه الحكم والعبر والقصص القديمة التي تحاكي الماضي وتشخص أحوالهم في السنوات العجاف.