يستغل شباب أبها الساعة التي تسبق موعد الإفطار للتجمع في جلسات خاصة قرب منازلهم أو في «مركاز الحي» كما يطيب لهم تسميته لتبادل الأحاديث والدردشة تاركين المجال إلى أفراد أسرهم لتجهيز وإعداد موائد الإفطار، في وقت تمنح فيه الأجواء الربيعية التي لا تزال تخيم على المدينة هذه الجلسات رونقا ومتعة. وقال بعض الشباب التقتهم «شمس» إن جلساتهم تتناول موضوعات شتى، إضافة إلى بعض الأمور التي تخصهم وبحث ترتيب جلساتهم المسائية وذلك في حميمية وتقارب شديدين. وقال تركي القحطاني إنه وأبناء الحي يجلسون في موقع في حيهم الواقع على هضبة لتجاذب أطراف الحديث فيما تتكشف لهم أجزاء كبيرة من مدينة أبها الوادعة المتشحة باللون الأبيض، كما يستمتعون بمشاهدة المتسوقين وحركتهم جيئة وذهابا وهم يشترون حاجاتهم الرمضانية من السوق التي تقع على مقربة منهم. وأضاف فواز العسيري أنه وأصدقاءه يتجمعون كذلك عادة قبل الإفطار بساعة في موقع أسموه «المركاز» يبحثون فيه أمورهم الخاصة والاتصال بأصدقائهم الذين قدموا من مناطق أخرى «إنها جلسات تبعدنا عن أجواء المنازل حيث تنشغل الأمهات بالطبخ وبتجهيز وجبة الإفطار». أما سامي محمد فأشار إلى أن هذه الجلسات انتقلت من الشباب إلى كبار السن الذين يحددون مواعيدهم الخاصة ويتقابلون قرب منازلهم، وأحيانا يمرون عليهم في أماكنهم ويشاركونهم جلساتهم. وأضاف شاب آخر أن جلساتهم تخلو من النميمة والغيبة والمزاح الثقيل الذي قد يبعث على الغضب وحتى في الأمسيات فلا تدخين فيها. أما سليم «عامل أفغاني» فذكر أنه بدأ يلاحظ انتشار هذه التجمعات الشبابية الهادئة بعد أن اختفت فترة من الزمن، مشيرا إلى أنه من الجيد أن يجتمع أبناء الحي الواحد في جلسات مثل هذه لأنها تشيع بينهم روح المودة وتذيب خلافاتهم إن وجدت.