على مدخل حارة ريع ذاخر في مكةالمكرمة يلفت نظرك مركاز عمدة الحي فهد الحربي، الذي تحول إلى أشبه ب «برلمان» يجمع الأهالي ليتجاذبوا فيه شؤون الحي واحتياجاته، ويسترجعون ذكرياتهم مع الشهر الكريم. وتخيم على المركاز المكون من ستة مقاعد وطاولة كبيرة ومكتب العمدة روح الألفة والأخوة والتعاون بين أهالي الحارة، الذين لا يجمعهم سوى حرصهم على الوصول لحلول للمشكلات الخدمية والاجتماعية التي قد تحدث في الحي، مستغلين روحانية الشهر الكريم وتهافت الجميع نحو فعل الخير. وأوضح عمدة الحي ل «عكاظ» خلال مشاركتها إحدى الجلسات أن رمضان له نكهة خاصة في المجتمع المكي حيث ترق القلوب فيبدأ إصلاح ذات البين هو المحك الأساسي والدور المهم الذي ننشده في الحارة، لافتا إلى أنهم يصلحون بين المتخاصمين وإرضاء الجميع. ورأى أن مشروع إفطار الصائم الذي ينظم على مدخل الحارة يجسده تلاحم الأهالي ورغبتهم في العيش بهدوء بعيدا عن اي منغصات، ملمحا إلى أن مجلس العمدة هو من ينظمه ويشرف عليه. بدوره، قلب العم إسماعيل اليماني صفحات الماضي، مقارنا بين طريقة الصيام في السابق وحاليا. وقال «كانت أياما جميلة لا تعوض كنا نستقبل رمضان بالفرحة والسرور بين الأهل والأصدقاء، ونلمس فرحة الشهر الكريم في الأطفال وهم يلهون بالالعاب الشعبية مثل المدارية وشرعت والقطرة»، ملمحا إلى أن ابرز المظاهرة الرمضانية في السابق تبادل الأطباق بين الأسر، ما ينثر الحميمية بين الأهالي. وذكر أنهم باتوا يفتقدون لتلك المظاهر حاليا، بعد أن اصبح كل شخص مشغول عن جاره وأهله وأصدقائه، بحثا عن المصالح الشخصية. بينما، أوضح العم سعود السلمي أنه في السابق كانوا يتناولون وجبة الافطار كل يوم عند أحد سكان الحي بالتناوب، إلى أن ينقضي الشهر الكريم، لافتا إلى أنهم كانوا في طفولتهم يشعرون بليالي رمضان عن بقية الشهور لما فيها من تغيرات في الحارة وتجمعات وألعاب شعبية. من جهته، أفاد يوسف الحربي أنهم كانوا يستمتعون برمضان في السابق على الرغم من شظف العيش، مشيرا إلى أن العمدة كان في الماضي هو المسؤول الأمني عن الحارة ومن مهامه الإصلاح وزرع الألفة والمحبة والأخوة بين أهالي الحارة. وأيده فيحان الروقي الذي أكد أن العمدة في السابق كان يتحمل مسؤوليات كثيرة وكان بمثابة الأب الحنون للحارة، مبينا أنه كان هو قاضي الحي ورجل أمنه. واشار الروقي إلى أن جلسات المركاز دائما ما يدور فيها الأحاديث الاجتماعية، كالتحرك لدعم الراغبين في الزواج، وإصلاح اي خلاف ينشب بين الأهالي.