مركاز الحي، أو مجلس الحي.. تركة ثمينة خلفها لنا ماضي الأجداد، ما زلنا نراه حاضرا بشموخه، مقاوما لغزو المولات والمقاهي مقصد شباب جيل اليوم ومبتغاهم. وكثيرون من يجهلون دوره الحقيقي ومهامه بل يعتبرونه نوعا من (الإزعاج) على الرغم من أن المركاز يمثل دورا بارزا في الحي .وكي نقترب أكثر منه سجلت «عكاظ» زيارة خاطفة سريعة لمركاز (حي الواسطة) في البلد، الذي يعد من مراكيز جدة القديمة.. مركز عمليات الحي يقول طلال سلوم : المركاز هو مكان انطلاق لإدارة كل عمليات الحي بمتابعة العمدة، وموقعه في الحي مهم وحيوي فقربه يؤدي إلى توافد أهل الحي إليه، كما لا يشكل أي نوع من الزحام، ويقومون في المركاز بدور اجتماعي يعين الناس على قضاء حوائجهم، ومؤخرا وزع هذا المركاز 300 سلة غذائية للمحتاجين . ويرى بلال أبو الجدايل أن اسم المركاز نفسه ينطلق من كونه مركزا أمنيا في الحي، وهو العين الفاحصة لكل صغيرة وكبيرة، وهناك أدوار تؤديها المراكيز؛ مثل إصلاح ذات البين بين المتخاصمين من أهل الحي وقد تلجأ أسر إليها عندما تعجز في حل إشكالياتها، ويعمل المركاز والعمدة في النصح والمساعدة والإصلاح وهناك تناغم جميل بين السكان والعمدة لترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي وخدمة الحي وأهله. بطاقات فرح وفي رأي فتح الله عز الدين فإن مركاز الحي هو العنوان الدائم، فمن لديه مناسبة زواج يبادر إلى تعليق بطاقة الدعوة في المركاز، ومن يسأل عن خاطب لابنته من أهل الحي يلجأ إلينا، في الأفراح تجدنا.. وكذلك في مناسبات العزاء، نكون أول المواسين والواقفين إلى جانب الأسر المفجوعة، كما أن المركاز ملتقى لأهالي الحي في الأعياد لتبادل التهنئة. ويرى نادر عبدالخير أن من أهم الملفات التي يضطلع بها المركاز حماية الشباب من الانحراف، وملء وقت فراغهم، كما أن وجودهم في الحي وأمام أعين ذويهم يبعث الطمأنينة في نفوس أسرهم، فالمركاز متنفس لشباب الحي من مختلف الأعمار، فهم أسرة يحترم فيها الصغير الكبير ويرحم الكبير الصغير. احتواء الأزمات طارق الشمراني أثنى على حديث نادر وذكر بأنه وقف شخصيا على كثير من المشاكل التي تم احتواؤها في المركاز قبل أن تتفاقم وتذهب بعيدا، وذلك بفضل تدخل عقلاء الحي. وأضاف إبراهيم الشامي: أن المركاز أصبح يمثل له مكانا لغسل الهموم اليومية وزحام الحياة. العمدة محمد آل فرحان أكد متابعته الدائمة للمركاز وأشاد بدوره الكبير والعميق لكل ما فيه مصلحة الحي وأهله، كما ووصف أعضاءه بالمستشارين، مشيدا بالأعباء التي يتحملونها بطيبة نفس وأريحية.