إن الهدف من انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية التي دعا إلى عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. هو دراسة الوضع في المنطقة الإسلامية وعلى رأس القضايا التي ستتم مناقشتها هي الأزمة في سورية ، والتي باتت من أكثر الأوضاع سخونة ومسأوية على المستوى العالمي منذ عام ونصف العام. كما أن هذه الدعوة تكتسب أهمية كبيرة لأنها تشكل بداية في طريق الحسم للقضية السورية، ووقف شلال الدم و أعمال القتل التي يمارسها النظام الظالم بحق شعبه. كل دول العالم مسؤولة الآن عن تدهور الأوضاع في سورية. فحتى هذه الساعة لم يظهر أي دعم جاد للثورة السورية من المجتمع الدولي، ولم يتخذ إجراء حاسم على الأرض لإنهاء هذه المشكلة المعقدة و التي مضى عليها نحو السنة و النصف و التي أوقعت أعدادا كبيرة من الشهداء و المشردين و ألحقت أضرارا كبيرة في الممتلكات و البنى التحتية. ومن المؤكد أن القمة الإسلامية سوف تسعى إلى إيجاد حل جدي و حاسم لحال التدمير الممنهج الذي تشهدة سورية. خاصة بعد استقالة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان والذي عبر استقالته أكد أن الحراك الدولي وصل إلى حائط مسدود، وأن الخيار السياسي مع هذا النظام المجرم قد سقط نهائيا. بالمقابل فإن وجود قوة فاعلة على المستوى الإسلامي والإقليمي والدولي أمر مهم و ضروري كما أن تظافر جهود دول العالم مع المملكة التي كان ولايزال لها موقف ثابت وإيجابي حيال الأزمة في سورية. بالإضافة إلى الجامعة العربية في الضغط باتجاه إنهاء ماسأة الشعب السوري بهدف التأثير على موقف روسيا و الصين اللتين تقفان حاجزا أمام اتخاذ المجتمع الدولي لأي قرار في مجلس الأمن لمساعدة الشعب السوري ووقف معاناته. هناك حشد دولي لمواجهة حق النقض «الفيتو» من جانب روسيا و الذي كان السبب المباشر و الأساسي في تمادي النظام الحاكم في سورية، و استمراره بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب. إن من شأن موقف إسلامي حاسم يصدر عن قمة مكة الاستثنائية أن يسرع في وقف شلال الدم، ويسرع في تسوية المشكلة، وإنهاء النظام السوري الذي لا يقدم لشعبه سوى القتل. إن القمة الإسلامية هي قوة تأثير على المستوى الدولي إن عبر الأممالمتحدة، أو عبر مجلس الأمن وعليها الخروج بالتالي بموقف موحد يشكل رسالة للعالم وللقوى الكبرى أن المسلمين لن يرضوا باستمرار الجرح السوري والفلسطيني بالنزف وهم مصرون على وقف المأساة. «قمة مكة» قادرة على استعادة عنصر المبادرة للموقف الإسلامي الجامع فاللحظة التاريخية سانحة، وعلى القادة المسلمين استغلالها.