تكتسب القمة الاسلامية الاستثنائية التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دلالة كبيرة من حيث الزمان والمكان اضافة الى دلالة الشخصية القيادية الكبرى التي دعت لانعقادها. فمن حيث الزمان فإن القمة تنعقد في شهر رمضان المبارك في مرحلة حرجة تمر بها الامتان العربية والاسلامية حيث تتصاعد الازمة السورية والتي باتت ازمة تعصف بالامتين العربية والاسلامية بخاصة مع الدعم الوقح الذي تقدمه كل من ايران وروسيا بشكل مباشر لنظام بشار الاسد الذي ثار عليه شعبه منذ سنة ونصف، فهذا الحلف القائم وفق مشروع تدور حوله الشبهات بين مصالح بائدة وافكار مذهبية قاتلة مما يشكل خطرا ليس على سورية وحسب حيث موقع الازمة بل على كافة المنطقة العربية والاسلامية. بعد قرار الجامعة العربية بضرورة إجراء مرحلة انتقالية تمهيدا لتغيير النظام السوري وجعل الخيار للشعب السوري في تحديد مصيره وبعد فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف المذابح التي يرتكبها النظام ضد شعبه من أطفال ونساء و شيوخ وضد تدمير سورية، تأتي القمة الإسلامية الاستثنائية في غاية الأهمية لبلورة موقف اسلامي واحد يواجه هذا الحلف الشيطاني، ولذلك فإن هذه الدعوة لانعقاد القمة الاسلامية اتت في التوقيت الصحيح وخاصة مع الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة. ان العديد من الثورات العربية لم تثمر لغاية الآن بإقامة نظم سياسية تصنع استقرارا في البلاد، ولذلك فإن قمة مكة من واجبها ان تقدم الدعم للدول التي شهدت تغييرا كبيرا من أجل المساعدة في ترتيب أوضاعها الداخلية و صناعة استقرارها . أما من حيث المكان فإن القمة ستعقد في مكةالمكرمة، قبلة مليار ونصف مسلم في العالم فلهذا المكان اهمية كبرى في نفوس الأمة الإسلامية وفي ثقافتهم وفي ايمانهم، والمكان سيضفي اجواء جديدة وهامة على هذه القمة الاستثنائية لأنها تعقد في اقدس مكان على الكرة الأرضية . لطالما عرفت المملكة العربية السعودية بمواقفها الداعمة والمشرفة، كما عرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعدم تأخره في دعم الأمة العربية والإسلامية ولبنان وشعبه. هذه الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين تأتي استكمالا لمسيرة كبيرة وحافلة بالمواقف الصادقة والداعمة لقضايا امتنا العربية والإسلامية ووجوده على رأس هذه القمة يعطي الأمة دفعا كبيرا كي تصدر قرارات تكون في مستوى الحالة الاستثنائية التي دفعت الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليدعو لهذه القمة الاستثنائية. إن هذه القمة الإسلامية الاستثنائية ستكون هامة وتاريخية لجهة دعم الشعب السوري ودعم استقرار البلاد العربية في مواجهة ما يهدد الأمة الإسلامية من مؤامرات خارجية.