كان ينقص الأكاديمي بجامعة الملك سعود والفنان عبدالإله السناني وهو يلقي محاضرة في النادي الأدبي بالرياض عن «الدراما الرمضانية»، أن يضع منسوبي النادي مرآة أمامه، فذاك التنظير أو التوبيخ للفن لدينا وتسطيحه للقضايا الذي أودى لأزمة في الفن السعودي، هو مشارك به، ويكرسه بصفته أحد أبطال «واي فاي» الذي لا يقدم فنا، بقدر ما هو يقدم مقالات نقدية لكنها مصورة. المدهش أن من يحاضر عن الفن ومن يريد تطويره، يؤطر الفن ويضعه داخل الأوطان، وأن الصورة غير حقيقية لأنها تصور من خلال مصور غير سعودي وتخرج من خلال مخرج غير سعودي، ثم يخبرنا «لكي تقدم عملا سعوديا متميزا وناجحا لابد أن يكون كل العاملين بالعمل من البيئة السعودية»، مع أن الفن لا وطن له، لأنه يتحدث عن الإنسان وليس الأوطان. ثم يضغط «بشيفونية» على مسألة الأعمال التاريخية، وأن علينا إنتاج تاريخنا بدلا من أن يأتي الآخرون وينتجوا أعمالا عن تاريخنا، مع أن «أخيل» وهو أحد الأبطال الإغريقين في «الميثولوجيا/الأسطورة الإغريقية»، تم تقديمه في عدة أفلام، دون أن يتحدث أحد عن تاريخه، فالفن يتعامل مع تاريخ البشرية بأنه دراما إنسانية وليس دراما وطنية. بعد هذه «الشيفونية» وذاك التوبيخ، يقدم لنا النموذج للفن بالنسبة له، «فترة الستينيات في مصر عندما اشتغل الأدباء في كتابة السيناريو». الحق يقال: إن الفن في مصر بدأ ببداية القرن الماضي، وكان بدائيا يتطور مع تطور من بدأوا إلى أن جاء «الضباط» الذين اختطفوا كل شيء وأبعدوه عن مساره من الأكاديميات إلى الفن، فأصبح الفن يطرح أيديلوجيا تعزز الكراهية بين الطبقية، ثم حول إلى سلاح حارب فيه «السادات» حقبة الناصرية بعد أن انقلب عليهم، قبل أن يوجه لتكريس السلام، ثم جاء «عادل إمام» الذي كان يقدم التفجيرين على أنهم إرهابيون إلى أبطال تذرف الدموع لمشاهدتهم. أتحدث هنا عن السائد في الفن المصري الذي اختطفته السياسة والطفرة، فثمة أعمال عظيمة لكنها نادرة لم تستطع صنع ذائقة جديدة ك «الكتكات ومرسيدس وبعض أعمال شاهين». خلاصة القول: طالما يصر من يعملون بالفن على أن حقبة الضباط هي الفن الحقيقي للعرب، لن يتطور الفن، وسيستمر العاملون به يصدرون من خلاله المواعظ «السياسية أو أيديولوجية» في نفس الوقت ينقدون الآخرين، لأنهم لم يتدربوا على نقد ذاتهم ليتطوروا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]