رحماك يا ربي فقد وسعت رحمتك كل شيء.. يا رب إن ما يشغل البال كثير وكثير، ولأنني أتأمل وأتألم فموجعي هذه المرة يكمن فيما أشاهده من قسوة القلب عند البعض، وآلامي هذه يا ربي لا تخفاك كما أنها ليست خاصة بي وحدي.. فهناك العديد والعديد ممن منحوا بفضلك يا الله طيبة القلب وليونته، يتألمون أيضا لتلك القسوة البغيضة، أصبحنا قاسين وشديدين، وهاتان صفتان جميلتان ولكن الأجدر استخدام القسوة والشدة في طريق الخير والصلاح والهداية لا في طريق نسيان الآخرين وتجاهلهم وتركهم في همومهم هائمين. لماذا نقسو، لا نعرف؟!، أو ربما نعرف، أصبحنا نتميز بالأنانية وبدأنا بتطبيقها حتى على أقرب الأقربين.. لماذا ومع كل هذا لا نعرف؟!، أو ربما نعرف؟!. قست قلوبنا على أهلينا ووالدينا بالذات، أهو طريق النهاية الذي سلكناه وهذه القسوة هي الخطوة الأولى في الطريق التي تقودنا إلى النهاية، لماذا لا نعرف؟!، أو ربما نعرف؟!. والمؤكد أن من شدة الألم تتبخر أحيانا جميع حواسك فلا تشعر بفرح ولا حزن وتمضي حياتك دون أن تعي بأن في داخلك قلبا ينبض، وعليه لا بد من القول، حينما تقسو عليك الحياة، احذر أن تصبح مثلها تقسو على من حولك. وهذه الصفة ومهما حاول العابثون تبريرها فهي مرفوضة ومردودها على أصحابها، قمة اللامبالاة وغاية في الجبروت أن يقسو قلبك على الآخرين وخصوصا والديك.. ويا مجير العباد ويا أمن الخائفين ارحمنا برحمتك يا رب العالمين.