أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لبدء حملة وطنية سعودية لنصرة الأشقاء في سوريا تنبع من صميم العقيدة الإسلامية، وتحقق الضروريات من المقاصد الشرعية من حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل. وشدد على أن هذه الحملة الوطنية المباركة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين، تأتي امتدادا لمواقف المملكة الأخوية الصادقة مع الشعب السوري الشقيق، الذي عانى الويلات، وكثرت فيه الآهات والأنات وهذا هو نهج المملكة الدائم منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- من تقديم العون للمحتاجين، ونصرة المظلومين، والتضامن مع المسلمين المستضعفين، وإغاثة المنكوبين، ومواساة المتضررين، وتضميد جراح الأشقاء والوقوف معهم حتى يستردوا حقوقهم. وأوضح أن واجب المسلمين في هذه البلاد المباركة من أفراد وجماعات، وهيئات ومؤسسات، أن يسارعوا بالبذل والعطاء، والقيام بحق الأخوة وتلبية النداء، استجابة لأمر ربهم عز وجل وطاعة لولي أمرهم، ففي طاعته طاعة لله تعالى، مبينا أننا في شهر الجود والإحسان، وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، فهنيئا لمن قدم الخير وأطاع ولي الأمر، وجزى الله ولي أمرنا خير الجزاء، على مواقفه الشماء، وأياديه البيضاء في البر والإحسان، والعمل على التآزر والتلاحم بين المسلمين، وتوحيد صفوفهم واجتماع كلمتهم، وجعل هذه الأعمال ذخرا في موازين الحسنات، وزادا إلى رفيع الدرجات، وبارك هذه الدعوات الباهرة، وجعلها زاهرة مثمرة، ووحد بها صفوف المسلمين، وجعلهم آمنين مطمئنين،ومكن لهم في العالمين، وحمى بلادنا -بلاد الحرمين الشريفين- من كل سو ء ومكروه، إنه على كل شيء قدير. وقال السديس: «في هذا الزمان كثرت الفتن والمتغيرات، وتتابعت المحن والإحن في المجتمعات، وخيمت على سمائها الصافية سحب المخالفات، وما أصابتها هذه الآفات إلا من التشرذم والفرقة العمياء، حتى أشرفت على الهلكة والانمحاء، إنه الخطب الراصد، والبلاء الوافد، الذي لن يصده إلا اتحاد المسلمين وتلاحمهم، وترابطهم وتراحمهم». وبين أنه لما كانت بلاد الحرمين الشريفين قِبلة الأوطان، وزينة البلدان، ومنها تستقِي الدنيا والتاريخ والحضارات رحيق المجد والسلام،والاتحاد والوِئام، وترتشِف منها الأمم والأجيال، وتنسم نفحات الجِنان، ومراضي الرَّحيم الرحمان، فإن ولي أمرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طبق ذلك واقعا ملموسا، وعملا مشرقا محسوسا، حينما أمر بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا، بل إنه بدأ بنفسه ليكون قدوة في القول والعمل، وإماما في الحق ونصرة المظلوم. وأضاف: «لقد عانى الشعب السوري الشقيق من الظلم والقهر والاضطهاد، وحملات القمع التي راح ضحيتها أكثر من 20 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من مائة ألف جريح، ناهيك عن التعذيب والترويع والتهجير، وأمور أخرى كثيرة يندى لها جبين الأحرار، وتتمزق الأفئدة من جرائم هؤلاء الأشرار الفجار».