غابت والدة الشهيد بدر رخي الرشيدي عن الوعي ودخلت في غيبوبة حينما تم إبلاغها باستشهاد ابنها أثناء مداهمة أحد أوكار المخدرات في حي البساتين في تبوك، فالمرأة المسنة والمصابة بعلة نفسية لم تتحمل الفاجعة فسقطت مغشيا عليها وهي تنتحب لفراق ابنها الشهيد. وفي التفاصيل أن أم الشهيد كانت في انتظاره ليتناول معها إفطار رمضان، وقبيل العصر فوجئت بزيارة بناتها اللاتي يقمن في مناطق بعيدة، وفي تلك اللحظة ساورتها نفسها أن هناك فاجعة ما، وزادت هواجسها حينما شاهدت مجموعة من النساء يجتمعن أمام المنزل، وما هي إلا لحظات قليلة حتى أبلغها شقيقها باستشهاد بدر. وكانت أحلام الأم الستينية ليلة البارحة الأولى تتوغل في خيمة الأفراح وتتساءل متى سأفرح بزواج «بدر» الذي عقد زواجه الشهر الماضي، لكن خبر استشهاده كان أسرع في قطع أحلام الأم والتي كانت ترى في ابنها بدر همة وطموح الشاب المكافح الذي فضل العمل العسكري على العمل المدني. وتشير الحيثيات أنه لم يمر على استلامه وظيفته سوى عام واحد، وهو العائل الوحيد لأسرته وخاصة والدته والتي تحمل مسؤولية إعالتها والتكفل بعلاجها. يقول عبدالرحمن شقيق بدر إن الشهيد تعرض إلى رصاصة اخترقت رأسه -رحمه الله- أطلقها عليه المطلوبون وفارق الحياة على السرير الأبيض في مستشفى الملك خالد بتبوك. من جهته، أوضح عبدالهادي سعيد الحويطي صديق الشهيد منذ الصغر وأحد أشهر لاعبي الدورات الرمضانية، أنه سيقاطع الدورات حزنا على صديقه الشهيد بدر وقال الحويطي: «التقيت بدر قبل رمضان وعرفت منه أنه سيعود بعد ثلاثة أيام للديرة (العرادية) لكي يراجع بوالدته مستشفى الصحة النفسية في حائل، وقد وعدني أن يزورني ولكن رصاصة الغدر حرمت أهله وأصدقاءه منه فرحمه الله رحمة واسعة».