أدى أكثر من مليوني مصل في المسجد الحرام والمسجد النبوي ظهر أمس، صلاة أول جمعة في أول أيام شهر رمضان المبارك. وفي مكةالمكرمة، اكتظت أروقة وساحات وأسطح المسجد الحرام بأعداد المصلين الذين حرصوا على القدوم باكرا أي منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة لنيل أفضلية التبكير وقراءة القرآن الكريم، ورغم حرارة الطقس التي لامست درجة الحرارة 48 مئوية، إلا أن التكييف الذي ينساب داخل الحرم وعند بواباته الرئيسية ومراوح الرذاذ المنصوبة في الساحات الخارجية والتي بلغ عددها 250 مروحة ساعدت على التمتع بجو معتدل لم يشعر معه المصلون بحرارة الطقس الخارجية، حيث تم نشر أعداد كبيرة من المرشدين حول أبواب المسجد الحرام والأبواب المؤدية للسلالم الكهربائية لإرشاد المصلين من الزوار إليها ومساعدة كبار السن على كيفية استخدامها محافظة على سلامتهم وعدم تعثرهم في بداية الصعود. شهد الحرم تواجدا كثيفا من قبل الجهات المعنية بخدمة ضيوف بيت الله الحرام وانتشارا واسعا بأرجاء الحرم لتنفيذ مهام كل قطاع على حدة كما شوهد رجال الأمن يتولون تنظيم عمليات الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام. خطة شاملة وبين الدكتور عبدالرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين أن الرئاسة وضعت خطة شاملة خلال شهر رمضان منها تهيئة الدور الأرضي للصلاة بما يتسع ل200 ألف مصل، إضافة إلى تهيئة 12500 دورة مياه، كما أنه تم إعداد دورات مياه جديدة في موقع مستشفى أجياد سابقا، إضافة إلى تلطيف الساحات بإضافة قرابة 250 مروحة تضخ الماء البارد الملطف لحرارة الجو، وتكييف بعض أجزاء القبو في الحرم لتهيئة البدروم للمصلين والمعتكفين كما تم توفير 18000 حافظة زمزم معبأة باستخدام أحدث الوسائل التقنية. وأوضح وكيل رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لشؤون الخدمات الدكتور يوسف الوابل أن خطة الرئاسة يوم أمس أثمرت قطافها ونتطلع للمزيد من أجل خدمة ضيوف بيت الله الحرام. 28 ألف رجل أمن وأوضح مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب اللواء سعد عبدالله الخليوي أن قوة الدعم نفذت مهامها بشكل ناجح حيث تمكن رجال الأمن من إدارة الحشود حين الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، موضحا أن قوة الأمن المشاركة في تنفيذ خطة العشر الأول من رمضان بلغت 28 ألف رجل أمن. بدوره، أشار مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة اللواء جميل أربعين إلى أن الوضع أمس كان مطمئنا، لافتا إلى تمركز فرق إسعافية بالمسجد الحرام وصحن الطواف حيث ساهموا في نقل بعض حالات الإعياء البسيطة من المصلين الصائمين وخصوصا كبار السن. وبين قائد قوة أمن المسجد الحرام العميد يحيى الزهراني ل«عكاظ» أن الدور الأرضي للمسجد الحرام امتلأ من العاشرة والنصف صباحا، والدور الأول امتلأ في الحادية عشرة صباحا، وتم تحويل المصلين بعد ذلك للأدوار العلوية وساحات المسجد الحرام مع إعطاء الفرصة للطائفين بدخول صحن الطواف، لكن لم تسجل أية حالات أمنية مقلقة حيث تمكن الجميع من أداء صلاة الجمعة بكل يسر وسهولة. خطة مرورية وقال مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل إن خطة المرور تم تنفيذها كما كان مخططا لها حيث منعت المركبات من دخول المنطقة المركزية قبل الصلاة بساعة كاملة وبعدها بساعة حيث خصصت المنطقة المركزية للمعتمرين والمشاة والمصلين الذين توافدوا إلى المسجد الحرام، مؤكدا أن نقاط الفرز على مداخل مكةالمكرمة ساهمت في منع دخول المركبات للمنطقة المركزية وتهيئتها للمشاة. وقال رغم نجاح الخطة يوم أمس إلا أنني أطالب قائدي المركبات بالتوجه إلى مواقف السيارات التي هيأت وخصصت على مداخل العاصمة المقدسة والتوجه إلى الحرم في وسائل النقل المخصصة. مراقبة للخدمات وذكر أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن الأمانة كثفت أعمال النظافة والرقابة البيئية ومتابعة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية والبسطات الرمضانية خاصة في المنطقة المركزية التي تشهد ازدحاما شديدا من قاصدي بيت الله الحرام، حيث كلف 5800 عامل وتم تجهيز 676 معدة بمختلف أنواعها للعمل على المحافظة على النظافة خلال شهر رمضان المبارك والعمل على رفع النفايات أولا بأول حيث تعمل فرق النظافة في المنطقة المركزية على مدار الساعة وهناك 181 صندوقا تم تجهيزها وتهيئتها للنفايات منها 54 صندوقا في المنطقة المركزية للتخلص من النفايات بشكل سريع وآمن. وفي المدينةالمنورة، ووسط منظومة متكاملة من الخدمات وإشراف ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة أدى نصف مليون مصل أول صلاة جمعة في شهر رمضان الكريم يوم أمس. وأكد الشيخ عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة بوكالة المسجد النبوي الشريف، توظيف 2000 موظف وموظفة لخدمة مرتادي المسجد النبوي الشريف في أعمال التوجيه والإرشاد والمراقبة وحراسة الأبواب وفتح الممرات للمصلين داخل المسجد النبوي والساحات المحيطة به، والعمل على دخول وخروج المصلين بكل انسيابية ومنعا للزحام كما تم فرش جميع أنحاء المسجد النبوي والسطح والساحات الشمالية والشرقيةوالغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية بالسجاد بعدد 10 آلاف سجاد، وتم وضع 13 ألف ترمس من ماء زمزم المبرد و30 خزانا من الماء المبرد موزعة في مواقع متفرقة بالساحات. انسيابية الحركة وأضاف: مشروع تضليل الساحات الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، يحتوي على 436 مروحة تبث رذاذ الماء لتلطيف الجو الحار في ساحات المسجد النبوي، واستفاد منه المصلون سواء أمس أو في باقي الأيام. وساهمت الجهات الامنية بقيادة اللواء سعود بن عوض الأحمدي مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة بضبط الحالة الامنية وتنظيم المواقع والعمل على انسيابية حركة المصلين من وإلى المسجد النبوي الشريف، فيما وظفت إدارة مرور منطقة المدينةالمنورة كافة الكوادر الراكبة والراجلة لفك الاختناقات المرورية وتسهيل وصول المركبات من وإلى المسجد النبوي الشريف من جهاته المختلفة، وتنظيم حركة المشاة من المصلين ومنع وقوف السيارات المخالفة حتى يصل المصلون بكل راحة واطمئنان، وفق العقيد محمد الشنبري مدير مرور منطقة المدينةالمنورة.