تتحول دار رعاية الأيتام في مكةالمكرمة خلال شهر رمضان لأسرة واحدة تجمع على مائدة إفطارها 100 يتيم في لوحة من التكاتف والتعاطف وسط دعم من الجمعية في خلق جو من الألفة والمحبة بين الأيتام الذين يقضون ليالي وأيام الشهر في أنس ومسامرة. «عكاظ» زارت دار الأيتام في مكةالمكرمة وتحدث أبناء الجمعية الخيرية للأيتام بأم الجود غرب مكةالمكرمة عن شهر رمضان بقلوب مؤمنة وراضية وأن شهر رمضان من أفضل الشهور مرورا على الجمعية الخيرية لأنه شهر القرآن والعطاء من كل الناس دون تحديد، وأنهم لا يشعرون بغربة داخل هذا الوطن العظيم بقيادة ملك عظيم مثل أبو متعب حبيب الشعب الذي وفر لهم المنح السكنية والبعثات الخارجية والضمان الاجتماعي، حيث يستلم كل واحد منهم مبلغا وقدره 800 ريال شهريا، وهناك مبلغ 600 ريال من الجمعية، وكذلك التسجيل في نظام العشرة آلاف ريال (10000) كل سنة ومتابعتهم من قبل الدولة حتى يصبحوا لبنة من لبنات المجتمع الصالح ويشاركوا في جميع أنحاء الحياة، ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يفتقدون إلى الجو الأسري والعائلي والذي فقدوه منذ سن الثانية عشرة عندما عزلوا تماما عن المعلمات والمربيات في الجمعيات الخيرية وأصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم، وبالفعل وجدت هناك شبابا أقوياء في إيمانهم وعقولهم وأجسادهم، ففيهم المبتعثون للدراسة خارجيا، وفيهم الموهوبون فكريا ورياضيا حيث التقينا هناك راكان عبدالإله المبتعث إلى بريطانيا وتحدث قائلا: رجعت للوطن من أجل رمضان لأقضيه بين الزملاء والإخوان في الجمعية والحرم، وقد أنهيت السنة التحضيرية بامتياز ولله الحمد لأمثل بلدي خير تمثيل، ولاعب الوحدة بالنادي الأول طارق عبد العزيز والقادم من المعسكر التدريبي الخارجي لنادي الوحدة في تركيا أيضا يعود للوطن لقضاء رمضان، أما ثامر عبدالعزيز فتحدث قائلا: نحن نقضي شهر رمضان في أحسن حال، ومن العادات التي تعودنا عليها مع المشرفين في الجمعية أنهم يقسمون الشباب إلى أقسام بحيث يذهب كل مجموعة للإفطار عند أحد المشرفين في بيته وبين أولاده مما يدل على التكافل الاجتماعي والمحبة السائدة ولله الحمد، وتحدث وليد عبدالعزيز: نريد المزيد من الدعم والحب خصوصا في رمضان من المسؤولين وصناع القرار قي مكةوجده أسوة بالأمير مشعل بن ماجد أطال الله في عمره والذي يستقبل الأيتام في منزله والإفطار معهم في رمضان والاستماع إليهم وإلى طلباتهم دائما وأبدا، وكذلك عبد القادر بكري في جدةومكة حيث يفطر معنا ويوفر لنا كسوة العيد منذ عشر سنوات وللجميع دون استثناء، أما وليد عبدالعزيز فقال: لدينا برامج تحفيظ القرآن في رمضان؛ برنامج صباحي وآخر مسائي، وفي نهاية رمضان يقام الحفل والجوائز للفائزين، ولدينا أيضا النشاط الرياضي والترفيه في رمضان والمسابقات الثقافية وبرامج التوجيه والإرشاد كل هذا يقدم للأيتام وأسرهم بدون استثناء، وهناك توزيع للأيتام بين الأسر لتعويضهم وعدم حرمانهم من الجو الأسري الذي تحدثوا عنه والعيش مع الأبناء والإخوان جنبا إلى جنب، أما محمد العيسى والقادم من الجمعية الخيرية بالدمام فكان متأثرا أكثر من البقية من الناحية الأسرية حيث كان يسكن مع أسرته هناك وسوف يقوم بزيارتهم قريبا.