رفض خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى الدكتور يوسف جمعة سلامة، تصريحات المستشار القانوني لحكومة الاحتلال يهودا فاينشتاين والتي قال فيها إن المسجد الأقصى هو جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل فينطبق عليه القانون الإسرائيلي ولاسيما قانون الآثار وقانون التنظيم والبناء. وأكد سلامة أن تلك التصريحات الصادرة هي حلقة جديدة في مخطط تهويد المدينة المقدسة، الذي بدأته قوات الاحتلال منذ سيطرتها على مدينة القدس بعد حرب حزيران عام 1967م، وذلك بطرد أهلها المقدسيين، وسحب هوياتهم، ومنعهم من البناء، وفصلها عن محيطها بإقامة المستوطنات من جميع الجهات، من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة، وما الاقتحامات اليومية لباحات الأقصى، واعتبار ساحاته ساحات عامة، وبناء الكلية العسكرية في جبل الزيتون، والحفريات المتواصلة، إلا دليل واضح على ما تخططه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى والقدس. وقال سلامة: إن مدينة القدس مدينة إسلامية بقرار رباني افتتح الله به سورة الإسراء، هذا القرار لن يلغيه أي قرار صادر من هنا أو هناك، وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، رغم كيد الكائدين، فقد لفظت القدس المحتلين عبر التاريخ، وستلفظ هذا المحتل إن شاء الله. وشدد سلامة على أن مساحة المسجد الأقصى المبارك تبلغ 144 دونما، وهذه المساحة عبارة عن كامل المساحة المسورة، وتشتمل على جميع الأبنية والساحات والمحاريب، والسبل، والمصاطب، والقباب، والأسوار، فالمسجد الأقصى المبارك وقف إسلامي، وما فوقه وما تحته وقف إلى يوم القيامة، وليس لغير المسلمين حق فيه. وقال سلامة: لقد حذرنا مرات عديدة من أن المحتلين يستغلون حالة الانقسام الفلسطيني لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية في مدينة القدس خاصة والأراضي الفلسطينية عامة، كما أنهم استغلوا انشغال الشعوب العربية بما يجري داخلها من أحداث، وكذلك الصمت الدولي، لتنفيذ مخططاتهم لتهويد المدينة المقدسة. وناشد سلامة جميع الأطراف الدولية والمحلية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات التي تختص بالمحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية في العالم، بضرورة التصدي والتدخل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار والمقدسات الإسلامية، كما طالب منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها بحماية الآثار الإسلامية في المدينة المقدسة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. ودعا سلامة أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى ضرورة العمل على تحرير المسجد الأقصى المبارك والمحافظة عليه لأنه جزء من عقيدتهم، كما يجب عليهم مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني، ودعم المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بكل الطرق وفي شتى المجالات، من أجل المحافظة على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة.