يرتبط مشاهير الفن والإعلام بالميول الرياضي ويحكمهم الانتماء للأندية أسوة بغيرهم من شرائح المجتمع، لكنهم في مقابل ذلك يحرصون على أن تبقى المنطقية والعقلانية سيدة لطريقة تشجيعهم وبعيدة عن المبالغة والتعصب، كونهم في واجهة الجماهير وقدوة لكثير من المعجيبن الذين يدركون أن الانحياز لناد بعينه حرية فرضتها طبيعة التنافس والمؤازرة، غير أن التعصب قد يحل بقوة عند بعض الأسماء بوجهه الإيجابي سيما من نجوم الفن الذين عرفوا برهافة الحس والميل نحو الإنجازات، ولا تخلو لقاءاتهم من مماحكة بعضهم البعض أثناء أو في فترات الاستعداد للمباريات الهامة بين أنديتهم وعلى وجه الخصوص في عشية البطولات، بل إنهم ما فتئوا يتناولون الشأن الرياضي محليا وعالميا في أحاديثهم كلما سنحت لهم الفرصة وأنى شاءت الظروف. في التقرير التالي نسلط الضوء على علاقة مشاهير الفن بكرة القدم وميولهم وماذا قدموا لأنديتهم وأبرز ما يحتفظون به من ذكريات عنها فإلى التفاصيل : ثنائيات متضادة لا يختلف أي من السعوديين على القيمة الكبيرة للقديرين طلال مداح ومحمد عبده في المشهد الثقافي السعودي باعتبارهما قامتين في الغناء العربي، ولن تجد إلا جوابا واحدا لسؤال عن أعظم صوتين في جزيرة العرب والأكثر تأثيرا على الإطلاق هما طلال مداح ومحمد عبده، وذلك رغم وجودهما بين أعظم رموز الموسيقى والغناء السعودي بينهم طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وسعد إبراهيم وعبدالقادر حلواني وسراج عمر وسامي إحسان ومحمود حلواني ومحمود خان، وهذان الأخيران كانا أول من سجل اسطوانات لأغنيات سعودية في بدايات القرن العشرين وأواسطه في كل من البحرين والعراق وربما عدن وهي ترزح تحت الاستعمار الإنجليزي. لكنهما في المقابل من ثنائيتهما الوطيدة فنيا إلا أنهما يتضادان على مستوى الميول الرياضي، ومن المصادفات أن يكون الاتحاد عشقا للراحل طلال مداح بينما الأهلي عشقا لمحمد عبده. يجيب فنان العرب عن سؤال وجهته له بينما كنا في جولة على كورنيش جدة عن علاقته بالأهلي مشجعا ومغنيا قائلا الأخضران عشقي فالأهلي هو الكيان الذي عشقته صغيرا ويافعا وأنا في «الرباط» في حارة اليمن وفي مدرسة دار الأيتام في الكيلو واحد طريق مكة، كان ولا زال عشقي حتى الآن، فهو قلعة الكؤوس وكثيرا ما غنيت له وللمنتخب ولا تنس أنني غنيت لكثير من الأندية السعودية حتى أنني غنيت للاتحاد والطائي وشاركت في حفلات فوز ببطولات للهلال والنصر والاتفاق وغيرها. أما في التفاصيل فلقد كانت أغنياتي الرياضية للمنتخب عندما رافقته أثناء مونديال كأس العالم في أمريكا وقبلها أثناء فوزه بالكأس الآسيوية، من الأعمال التي اعتز بها كما أنني قدمت أول أغنية يلحنها أستاذي الراحل طارق عبدالحكيم من كلمات ناصر بن جريد، قوموا حيوا المنتخب، كذلك أغنية وين ما يروح الأخضر أنا وياه، كلمات عبداللطيف البناي، وخضر الفنايل، إحداهما من ألحاني والأخرى للدكتور عبدالرب إدريس. وتعاونت مع طلال باغر وأسعد عبدالكريم وقدمت الكثير من الأغنيات لنادي الاتحاد منها فارس الملعب، زيهم ما في، وقدمتها في حفل نادي الاتحاد الكبير الذي أقامه الراحل الاتحادي المعروف الشيخ خالد بن محفوظ. أما طلال مداح فلقد كان بطل الغناء للمنتخب الأخضر برائعته في بداية الثمانينيات الميلادية، يا ناس الأخضر لا لعب بركان يتفجر غضب، من ألحانه وكلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وبعد ذلك أغنية للمنتخب من كلمات أسعد عبدالكريم وألحان طلال باغر أول ما نبدأ وش نقول، وأغنيته الشهيرة للأهلي في العام 1977، بطل الدوري بطل الكاس والله يا الأهلي رفعت الراس والله وهنيا لك يا الأهلي يا الأهلي، من كلمات الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل، كذلك أغنيته الشهيرة لنادي النصر أحبك يا نصر. وفي حديث سابق جمعنا به، كان طلال، يرحمه الله، حينها يسكن في بيته قبل الأخير أمام بوابة النادي الأهلي أصر صديقه الأهلاوي خالد أبو منذر أن نأخذ طلال في زيارة للنادي وحضور تمرين القدم بحضور الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل، رحمه الله، وكان علينا فقط عبور الشارع بالأقدام نحو 20 مترا فقط وفعلنا وهناك احتفى به سمو الأمير وجعله يكتب كلمة في سجل الزيارات وتجولنا في النادي. دراميا تسجل ثنائية الكوميديان عبدالله السدحان وناصر القصبي حالة خاصة، وهما اللذان يحلان ضيفين على مشاهد رمضان هذا العام منفصلين لأول مرة، ويلعب كل منهما في ملعب آخر دون أن يجمعهما «طاش» حيث ترافقا فيه ما يزيد عن 15 عاما، وإن كانا شكلا توأما فنيا طيلة السنوات لكنهما يتضادان في ميولهما الرياضي وهما على وجهي نقيض، فالسدحان هلالي بل ومتعصب للزعيم، بينما ناصر القصبي نصراوي حتى النخاع ومولع به حد التعصب. أصوات للأندية شارك النجم الكبير عبادي الجوهر في جميع المناسبات الرياضية ففي العام 1988 عندما حقق المنتخب أول فوز بكأس أمم آسيا كان نجما ساطعا وصوتا محببا إلى القلوب حينما شدا بأغنيته الشهيرة من ألحانه وكلمات الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد جاكم الإعصار ماشي يعيقه منتخبنا اليوم وخر عن طريقه، فيما غنى للأهلي عددا من الأغنيات بينها أهلاوي والفوز أهلاوي والشجر والقمر أهلاوي، ثم أغنية الكل يقووووول هيه هيه هيه إلعب يا الأخضر، وكانت في العام 1977 حيث غنى من كلمات وألحان طلال باغر تحت اسمه الفني الأول المتيم. من جهته قدم عبدالمجيد عبدالله عددا من الأغنيات الرياضية لنادي الاتحاد، أما الفنان محمد عمر فقدم الكثير من الأغنيات الرياضية للأهلي بينها يا مصلي زيد النبي صلاة شوف الأهلي وزيد النبي صلاة، من ألحان سراج عمر وأشعار محمد العبدالله الفيصل، وله اغنية أخرى للمنتخب من أشعار محمود منشي وألحان طلال باغر، الاسم النشط في تقديم الأغنيات الرياضية والذي قال عندما سألته عن رصيده في الأغنية الرياضية كثيرة جدا هي الألحان التي قدمتها في هذا المجال ومنها أغنية بصوت صالح خيري للمنتخب والآن بحوزتي عمل جاهز وملحن لنادي الهلال من أشعار سعود سالم، لم أقرر بعد من من الأصوات سيغنيه. أما الفنان عبدالله رشاد فشارك في الكثير من المناسبات الخاصة بناديه المفضل الاتحاد وكان منها حفل تكريم أحمد جميل وقدم الكثير من الأغنيات للمنتخب الأخضر كان منها أفضل منتخب، صوت الضمير. بينما عرف عن فنان الشباب علي عبدالكريم اتحاديته منذ أن كان مقر نادي الاتحاد في مبناه في البغدادية الشرقية، شارك في الكثير من الأغنيات الرياضية للنادي وكانت أول أغنياته بعنوان يا الاتحادية، شدا بها في حفل نادي الاتحاد في حي البغدادية قبل انتقاله إلى مبناه الحالي في شارع الصحافة، بعد ذلك قدم عددا من الأغنيات للاتحاد من كلمات أسعد عبدالكريم وغيره. بينما وصف الفنان طلال سلامة ميوله بالأهلاوية مثل زميله شاعر الأغنية وسيم باسعد إلا أن ابناءه يشجعون الاتحاد وبقوة. ميول الممثلين تختلف ميول الممثلين بطبيعة مقر إقامتهم وطفولتهم بحسب ما يروي لنا عدد منهم، إذ يقول نجم الدراما حسن عسيري والذي عرف بعدة أدوار أشهرها مفرح عندما سألناه عن ميوله فقال، اتحادي وهل أنا مجنون فأشجع غير الاتحاد. وبدوره قال النجم الكوميدي فايز المالكي الذي اشتهر بعدة شخصيات أبرزها دحيم ومناحي مجيبا لسؤال حول تعصبه للهلال رغم أنه ابن الطائف فقال عشقت الهلال منذ طفولتي وأحب هذا النادي كثيرا وأعشقه، فالزعيم هو النادي المكتمل بالإنجازات والبطولات والكؤوس والدروع، ثم إن الهلال حتى الآن هو صاحب أسرع هدف في البطولات المحلية منذ نشأتها، إذ سجل زين العابدين أسرع هدف في الثواني الأولى وهو رقم لم يكسر حتى الآن، ثم لا تنس أنه المصدر والمغذي الأكبر للأخضر الذي لا أشك أنه سيعود لتكملة مشاريعه في رفع رؤوسنا وتحقيق البطولات مع ريكارد أو غيره، ومضى يقول زرت النادي كثيرا وحضرت الكثير من أنشطته الرياضية والثقافية والاجتماعية وبالمناسبة حضرت عرضا مسرحيا في مقره، وعن علاقته بنجوم الهلال قال المالكي كلهم أصدقائي وأقرب لاعبي النادي والذين أنا على صلة أكبر بهم هم سامي الجابر ومحمد الشلهوب وعيسى المحياني وعبداللطيف الغنام. أما نجم المبادرات الأولى لدراما الإذاعة والتلفزيون في المملكة محمد حمزة فقال بداياتي كانت رياضة في رياضة، وكنت ألعب لنادي الوحدة في مكةالمكرمة رغم أني كنت موظفا في جدة في تلك الأيام نهايات الخمسينيات الميلادية والسبعينيات الهجرية، وكنت أحرص على الذهاب إلى مكةالمكرمة للتمارين والمباريات وزاملت الكثير من لاعبي الوحدة الكبار مثل عبدالعزيز مفتي وحسني باز وحسن دوش وسليمان بصيري وحامد عباس وغيرهم، وأذكر أنني خطفت خمسة من أهم اللاعبين في جدة من الاتحاد والهلال البحري ليلعبوا لنادي الوحدة، ومنهم أذكر محمود أبو داود، عبدالقادر كتلوج، ومن الهلال بحري أيام مجيد بادي، الراحل عبدالرحمن الجعيد، رحمه الله، ثم انشغلت عن الكرة وأصبحت واحدا من أكثر المحبين للنادي الأهلي وأنا أهلاوي الميول وأحرص على متابعة الرياضة العالمية وأشجع البرشا وأحب لعب ليونيل ميسي، ومن أقرب الرياضيين إلي عائلة أبو داود الأهلاوية وعلى رأسهم الدكتور عبدالرزاق أبو داود وهم من أنسابنا أيضا. وفي استعراض للميول الرياضي لبعض نجوم الفن والإعلام نجد أن محمد الزيلعي وخالد العليان وريم عبدالله وخالد الحمود وفؤاد المالكي وعادل حسين نجم الخليج هلاليون، بينما نايف العلي وطلال السدر أهلاويان فيما النجمة الشابة سارة اليافعي اتحادية.