أثار حكم الدرجة الأولى السعودي عبدالرحمن الغامدي العديد من علامات الاستفهام حوله بعد أن أصدر ألبوما غنائيا يحمل أغنية “سنجل” تخص نادي الهلال من غنائه وألحانه وكلمات الشاعر عيضة السفياني، حيث جاءت ردود الفعل في الأوساط الرياضية متفاوتة على الخطوة التي أقدم عليها في ظل حساسية وضعه كحكم سعودي يفترض أن يكون حياديا. “شمس” توجهت إلى الحكم الغامدي لمعرفة ما يدور حوله بعد إعلانه الغناء للهلال وردود الفعل التي واجهها من لجنة الحكام، إضافة إلى اختياره لهذا التوقيت حاليا وكذلك الهدف من الإقدام على مثل هذه الخطوة. جميع هذه الأمور تتعرفون عليها خلال هذا الحوار الذي بين أيديكم فإليكم ما دار فيه: بكل بساطة لأن القصيدة حضرت في هذا الوقت، وفي الحقيقة أنه لم يطرأ على بالي أن أغني. * هناك من يقولون إنك تطمح للشارة الدولية من خلال التغني بالهلال لأنهم يرون أن له نفوذا.. فهل هذا صحيح؟ من المؤكد أن الشارة الدولية حلم كل حكم يتواجد على ساحة التحكيم، ولكن ليس كما يتصور البعض، فمن جد وجد ومن زرع حصد، ولو كانت الشارة الدولية تأتي بهذه الطريقة أو بهذا الأسلوب لوجدت جميع الحكام يغنون للهلال أو للأندية الأخرى. *ماذا عن زملائك الحكام خلال أداء التدريبات طوال الأيام الماضية ألم ينتقدوك ويقولوا لك إنك ستتعرض لانتقادات جماهير الأندية المنافسة للهلال؟ زملائي الحكام يعرفون أنني أغني منذ زمن وبعيد، وهذا أمر عادي وطبيعي لأنه يعتبر فنا أقدمه؛ حيث إننا في بعض سفرياتنا كنا نغني معا، وكما قلت لك هذا فن ومن الطبيعي أن أقدمه. * ألا تخشى من مواجهة منافسي الهلال؟ الفن رسالة، وأنا كفنان غنيت للهلال وأتشرف بالغناء لأي فريق آخر غير الهلال، وكل ما في الأمر أنه تصادف أنني لحنت هذه القصيدة التي تخص الهلال وغنيتها، وفي الحقيقة لم يكن يطرأ في بالي أن أغني للهلال. * وكيف وصلت إليك القصيدة لتغنيها؟ الشاعر المميز عيضة السفياني يعتبر صديقا وأخا، وأعطاني القصيدة لألحنها، وبعد أن انتهيت من تلحينها أخبرته أنه ليس لدي مانع أن يأخذ أي فنان اللحن ويغنيها فرفض وقال لي أريدك أن تغنيها أنت، ولا أخفيك علما أنني كنت متخوفا بقوة ألا تنتشر الأغنية نظرا إلى أن اسمي غير معروف فنيا، وعرضت الأغنية على الفنان خالد عبدالرحمن عن طريق ابن عمه سعد الذي كان حلقة الوصل بيني وبين خالد ورحب بالفكرة، وأعطيته الأغنية مع لحنها وانتظرت ثلاثة أشهر ولم يأتني رد منه بخصوصها، وبعدها قال لي إنه لم يسمع الأغنية لأنه لم يكن لديه جهاز “كاسيت” في السيارة وطلب تحويلها على أسطوانة، إضافة إلى انشغاله بزواجه. * هل يعقل أنه لم يتمكن من إيجاد جهاز “كاسيت” ليسمعها؟ اسأل خالد عبدالرحمن. * ألا ترى أنه كان يتهرب حتى لا يقع في حرج مع جماهير الأندية الأخرى؟ قلت له لو لم يكن لديك جهاز كاسيت في السيارة فاركب سيارة “ليموزين” وستسمع الأغنية. * لم تجبني.. ألا تفسره بأنه هروب حتى لا يخسر شعبيته من الأندية الأخرى مثل النصر والاتحاد والأهلي وغيرها من الأندية؟ المنتخبات والأندية جزء من الفن، وأنت لا تخسر جمهورا بل على العكس من ذلك تكسب جمهورا، وهناك فنانون كبار غنوا لجميع الأندية مثل النصر والهلال والاتحاد والأهلي ولم يفقدوا قيمتهم الجماهيرية. * ألا تخشى من تأثير ذلك على وجودك في الساحة الرياضية على اعتبار أنك حكم تتغنى بالهلال؟ الاعتراض وارد، والكره من الأندية تجاه الحكام وارد أيضا، وهذه أمور نحن متعودون عليها كحكام ومعروفة بين الناس. * ألم تصلك انتقادات من لجنة التحكيم على غنائك؟ اللجنة تنتقدني في مجال التحكيم وليس في مجال الغناء. * ولو خيروك بين الاعتزال والتحكيم لأنك غنيت هذه الأغنية؟ هذا مجال فن ويختلف عن مجال الرياضة التي لها مجالها الخاص، والفن له منتقدوه وجمهوره الخاص. * كيف ترى صدى الأغنية في المنتديات.. هل هناك اتهامات لذمتك أو انتقادات لك؟ أنا لم أدخل المنتديات، ولكن حسب أشخاص نقلوا لي أن هناك من يتطاول علي ويتهمونني بتلقي الرشوة، وهذا لا يجوز وربما يكون الغناء معصية، ولكنهم أخذوا أكبر من المعصية التي أخذتها بسبهم أو كلامهم. * مستقبلا ألا تخشى من ردة فعل لجنة التحكيم؟ لا، لأنهم أناس عقلاء ولا يمكن أن يتدخلوا في مثل هذه الأمور، وأنا لم أخطئ على أحد أو في حق أحد، وبالعكس الغناء في مجال الرياضة رسالة ضمن رسالة الفن. *وبماذا ترد على اللجنة لو خيرتك بين سحب شريطك أو اعتزال التحكيم؟ سأقول لها إن الشريط ليس ملكي الآن، وهذا شأن الشركة المنتجة وليس لي دخل فيه. * هل أتاك مردود مادي منه؟ لم أفكر في الأمور المادية لأن هذه تجربة جديدة لي، وإن شاء الله سأغني لجميع الأندية وكذلك للمنتخب. *ربطت أداءك للأغنية.. فهل نفهم أنك مؤدٍ فقط؟ لو كنت شاعرا لكان من الممكن أن تخرج من القلب، ولكنني وظفت شعر عيضة السفياني كلحن وأداء فقط وقدمتها كمؤدٍ فقط. * ولكن هذا سيوجد من يشكك في ذمتك ويتهمك بمحاباة الهلال، بمعنى أنها ستنعكس عليك سلبا؟ هذه الأمور تعود لأصحاب النفوس الضعيفة فقط لأن أي شخص عاقل لا يمكن أن يفكر بهذه الطريقة. *هل غنيت للهلال لأنك هلالي؟ ومن قال لك أساسا إنني هلالي. * كل من يعرف أنك أديت الأغنية سيقول عنك إنك هلالي. ليس شرطا أن يكون الشخص المغني ينتمي إلى النادي الذي غنى له، فمثلا محمد عبده أهلاوي وغنى للأهلي والاتحاد معا وأمثاله كثيرون مثل عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وراشد الفارس وجميعهم سبقونا في هذا المجال وغنوا للأندية، ولا يمكن أن يقال على أي شخص غنى في ناد إنه هلالي أو نصراوي أو ما شابه ذلك. * استدللت براشد الماجد رغم ما يتردد حول وجود مشكلة بينكما فهل هذا صحيح؟ نعم هناك مشكلة، وسبق أن تقدمت بشكوى لوزارة الإعلام، ولدي الشكوى برقم وتاريخ، وألحاني التي أخذها مثبتة، ولكن وزارة الإعلام لم ترد على شكواي حتى الآن. * وما الألحان التي ركّبها راشد الماجد على أغانيه؟ ألحان أغنية “هديتي لك العام” التي سبق أن نزلت في الأسواق بعد حصولي على الفسح من وزارة الإعلام في عام 1990 من كلمات الشاعر عبدالإله المطرف ونزلها في أغنية “شمعة حياتي” في عام 1998 أي بعد أغنيتي بثماني سنوات، وحمل اللحن اسم راشد الماجد، ونزلت الأغنية الثانية “ قدرت تطيب” من كلمات الشاعر بلال البلوشي في عام 1994 وأعاد استخدام اللحن في أغنية “عفناك” في عام 2004 أو 2005 وحمل اللحن اسم الفنان الراحل طلال مداح. * وهل تعتقد أن راشد الماجد زج باسم الفنان طلال مداح أم أنه فعلا لحنها؟ لا، هذه ألحاني، وقد سبقتهم فيها بعشر سنوات، ولا أدري كيف نسبت لطلال مداح، واسألوا الشركة واسألوا راشد الماجد عنها. * هل تتوقع أن راشد الماجد استأذن من الفنان طلال مداح قبل رحيله؟ اللحن لحني سواء نسبوه إلى طلال أم إلى راشد، يبقى اللحن لعبدالرحمن الغامدي. * ألم يهاتفك أحد من إدارة أو أعضاء شرف الهلال بعد أدائك للأغنية؟ لا، لم يصلني أي اتصال، وهذا يعود لأنهم أناس عقلاء ويعرفون أن هذا فن، والأندية ملك للجميع حتى الجماهير. * ولو طلب منك مسؤول نصراوي أن تغني للنصر؟ بكل سرور وصدر رحب أنفذ طلبه، وأنا سأغني لجميع ال 153 ناديا في السعودية، وأرحب بذلك على امتداد سنوات حياتي.