انتقل إلى رحمة الله تعالى في ال11 من صباح أمس الأحد بتوقيت المملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية الأمير محمد العبدالله الفيصل، الذي كان قد بدأ برنامج العلاج في حالته المرضية الأخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة منذ نحو شهرين من الآن، تقرر أن يصل الجثمان إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة غدا الثلاثاء ليصلى عليه فجر الأربعاء المقبل في الحرم المكي الشريف ثم يدفن جثمانه الطاهر إن شاء الله في مقابر العدل «شرق مبنى الإمارة» في مكةالمكرمة إلى جوار والده ووالدته. وكان الأطباء في المستشفى التخصصي قد نصحوا بالتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواصلة العلاج وهو ماحدث بالفعل حيث نشرنا في «عكاظ» في ال14 من شعبان 1432 «15/7/ 2011» ما ألمح إلى حساسية الوضع الصحي للأمير الراحل والذي جاء كما يلي «بعد أن تقرر سفر الأمير محمد العبدالله الفيصل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواصلة العلاج، سترافقه بلاشك خفقات قلوب محبيه في عالمين طالما أعطاهما عمره، عالمي الرياضة والفن، ودعوات كل من قدم لهم في مشاوير حياتهم مع الإبداع «تحايا جميلة» ودعما ماليا كانوا هم أحوج ما يكونون إليه لتنفيذ الكثير من إبداعاتهم في بدء حياة النجومية». الأمير محمد العبدالله الفيصل كان قد أدخل في بداية نكسته الصحية مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، عند بدء التوعك ليخرج بحال أفضل مكنه من استقبال زواره في البيت ومن الذهاب أيضا إلى المكتب لمتابعة العمل والإشراف على أنشطة مكتبه، والمعروف أنه كان أول الداعمين لفنان العرب محمد عبده عندما بدأ يتجه لتسجيل أغنياته في مصر بعد مرحلة الانطلاق في لبنان إلى جانب ما كتبه له من أغنيات شهيرة من أغنيات تلك المرحلة مثل «شوفي ياعيني الحنان، لاتحاول تخفي حبك عن عيوني، لك عين تتكلم، ماعندي مانع»، كما كان قد كون توليفة رباعية بينه وسراج عمر وسامي إحسان وطلال مداح رحمه الله نتج عنها «اشتكيتك للقمر، أنادي ع اللي غدا بالليل، أشوى، أغراب، أخت القمر، أنا راجع اشوفك، تعالي نقسم الشكوى، خذيت القلم، صابرين، طال السكوت كلمني عن الهوى، لا تقول، لبيه ياليل الهوى، لا وعد» وغيرها، كما أنه من دعم بدايات علي عبدالكريم وسارا ومحمد عمر وعبدالمجيد عبدالله إلى الدرجة التي تحمل فيها مصاريف رحلاتهم الفنية الأولى وتكاليف تسجيلاتهم، أما في عالم الرياضة لا يغفل المتابع الجيد والخبير ما قدمه محمد العبدالله الفيصل للرياضة السعودية وللنادي الأهلي تحديدا. مع طلال مداح على غير العادة جمعته مع الراحل طلال مداح الكثير من الأعمال الغنائية الشهيرة أبرزها تلك التي لحنها طلال نفسه وهي «ماعندي استعداد اسمع كلام حساد، أشوى إنك حبيبي، أنا راجع أشوفك، قبل لا تنسى وانسى، صابرين»، وأغنية فوز النادي الأهلي بدوري وكأس عام 1978 «والله وهنيالك يالأهلي»، «القمر طالع، مر الزمان، لبيه ياليل الهوى لبيه، تعالي نقسم الشكوى، وينها، تكفيني أنت، تعالي ياللي نورت الليالي، وقفي.. خللي حياتي تهتني، مابقي غير الصور» وهذه الأغنية لحنها طلال لصوته بينما لحنها عبادي لصوته، «اهليبك» وهذه الأغنية لحنها طلال لصوت التونسية عايدة بوخريص بينما لحنها سامي إحسان لصوت طلال مداح، «صحيح كل اللي قالوا صحيح، ليلة سهر» وهذه الأغنية لحنها وشدا بها طلال بينما لحنها الدكتور عبدالرب إدريس لعبدالكريم عبدالقادر، «لا توحشونا، حبيبي ما أدري وش بلاي، عيدنا الليلة يشرح الخاطر». ومن نصوصه التي لحنها سراج عمر لصالح طلال مداح كانت أغنيات: «لا وعد، رفيق الليالي، كلمني عن الهوى، انادي ع اللي غدا في الليل» وهذه الأغنية التي كان قد لحنها سراج لصالح الراحل عبدالحليم حافظ ولم تتم الخطوة ليشدو بها في النهاية طلال مداح «مقادير، اغراب، لا تقول، اخت القمر، باختصار، ابي ليل، ابي منك العذر». وجمعت موسيقى والحان سامي إحسان شعر محمد العبدالله وحنجرة طلال في «خذيت القلم، مرت، اشتكيتك للقمر، تقابلنا، اهليبك، في عيونها شيء»، بينما لحن طلال باغر أغنية «غريب حبك» لطلال مداح. مع محمد عبده عدد ليس بالكثير هو الذي جمع أشعار الراحل مع محمد عبده وكنه كان نوعي اللون والطعم ففي بدايات محمد عبده كانت أغنية «لا تحاول تخفي حبك عن عيوني، شوفي ياعيني الحنان، لك عين تتكلم من فينا يتظلم، ماعندي مانع، مدها يمناك، هبت هبوب الجنة»، كذلك «حبيبتي» وهي أغنية وطنية. وللشاعر الأمير الراحل أربعة دواوين شعرية هي: رسائل محبة، همس القلب، دروب الليالي، آخر المشوار، وقد اختتم مجموعته الشعرية بهذا الديوان الذي اختار له عنوانا «دالا» على أنه سيكون آخر دواوينه وأعماله الشعرية وآخر عهد له مع الشعر كما أراد. إلا أنه كتب الكثير من الأغنيات بعد ذلك. كلام جميل كتب عنه أحدهم محمد العبد الله الفيصل.. أمير لم يعرف النغنغة ويقول في هذا: سمو الأمير محمد العبد الله الفيصل شخصية متعددة المواهب زاهية الحضور في مختلف المجالات الإدارية والاقتصادية والرياضية والفنية، وزعت عرقها النبيل الدؤوب على هذه المجالات وطرزته بعطاء لا يعرف الحدود، فهو رجل أعمال بارز وإداري له مبادرات خلاقه وشاعر صاحب كلمة رشيقة ورياضي له رؤية دانت لها العديد من الإنجازات والبطولات على مختلف الأصعدة وفي جميع الألعاب وقد انصهرت كل هذه الصفات والمؤهلات والتجليات في شخصيته المتوهجة بالعطاء فأضحى ذلك الاسم الرائد والعلم البارز في مجال الثقافة والرياضة والفن والأعمال. وعندما تختار التعرف على تجربة محمد العبدالله الفيصل في أي من هذه المجالات ستجد دائما ما تقوله وما يستحق الإشارة بل والإشارة به والفخر. فقد عرفناه مثلا رمزا رياضيا يشار إليه بالبنان وقد وشح هذا الرمز بتكريم صادف أهله من سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في ربيع 1423ه «2003م» ليكون عنوانا للإنصاف تجاه رجل ضحى بالكثير من قوته وصحته وماله من أجل المساهمة الجادة في دفع عجلة التطور الرياضي عبر ناديه «القلعة الخضراء» والذي يظل اسم محمد العبد الله الفيصل يحضر وينثر شذى العطاء الذي يشير إليه ويدل عليه حتى في لحظات غيابه. إن الحديث عن عطاء محمد العبد الله الفيصل لناديه الأثير «الأهلي» يمتد بعمر طموحات عشاق هذا النادي العريق ويحتاج إلى صفحات طويلة تحكي قصة عشق هذا الأمير مع ناديه. هنا لمحات موجزة لأبرز المحطات في مسيرته الحافلة بالعطاء في جميع المجالات. قالوا عنه يقول فنان العرب محمد عبده: رحم الله الأمير محمد العبدالله الاسم الذي نعتز به في المجالين الفني والرياضي في المملكة والمنطقة لقد كان داعما أساسيا لنا جميعا، شخصيا اعتز به وبمشواري معه، «إنا لله وإنا إليه راجعون». ويقول الشاعر الغنائي سعود شربتلي: فقدت برحيل محمد العبد الله صديقا قريبا من نفسي.. وكنت لا أفارقه عندما زاملت أخويه سلطان العبد الله وتركي العبد الله في ثانوية الشاطئ في جدة، حيث كنت أتمتع بصداقة كبيرة معه وأخوانه رحمه الله . ويقول الموسيقار سراج عمر: رحم الله داعمنا الأول والأخير في الحياة الثقافية وفي بداية مشوارنا مع الفن وكم تعاملنا مع مشاعره الجميلة في أشعاره التي أمتعنا بها. ويقول الموسيقار سامي إحسان: كم سعدت بالعمل المشترك معه رحمه الله وكم جمعت بيني وبينه أعمال فنية كبيرة لصالح الفنانين الشباب يومها عند بدايتهم الفنية مثل علي عبدالكريم ومحمد عمر وغيرهما من المطربين الذين كانت معظم بصماتهم الأولى مع إبداعاته. ويقول النجم عبادي الجوهر: تزاملت طويلا مع إبداعاته رحمه الله ولطالما أسعدني بنصوص جميلة، كما أسعدني بدعمه اللا محدود للنادي المفضل لدي «الأهلي». ويقول الموسيقار غازي علي: احترم تجربته وتاريخه الكبير في عالم الأغنية وفي الحياة الرياضية التي لا ينكرها إلا جاحد، هو رجل عظيم بما تعني الكلمة من معنى. ويقول الزميل الكاتب عجب أبو حنيفة: بفقدانه رحمه الله أكون قد فقدت موجها وراعيا لتجربتي الشعرية في الأغنية وفي الشعر الحديث الذي أحب قرضه. يقول الدكتور ياسر سلامة: من الأشياء التي لم يعرفها عنه محبوه بعد الغياب الطويل في العمل الغنائي المشترك بينه ومحمد عبده، أنني كنت ومحمد عبده في ضيافته ومعنا الأمير بندر بن فهد بن خالد حيث خرج الجميع معي في سيارتي ليسمعنا أحدث عملين تم تنفيذهما موسيقيا لصالح صوت محمد عبده وهي قيد التنفيذ وهي من أشعاره وألحان الأمير بندر بن فهد بن خالد. ويقول خالد أبو منذر مدير أعمال الراحل طلال مداح: قبل مغادرته بيوم واحد إلى الولاياتالمتحدة للعلاج رحمه الله وصاني وصية غريبة قائلا: شوف إياك أن تتصرف بأي أغنية لي سبق أن شدا بها طلال وأن يغنيها أحد غيره، كما أعطاني أحدث نص كتبه كي نتراءى هو وأنا إلى أي الملحنين سيكون اتجاهه ويقول مطلع النص: كل شي جايز وممكن .. إلا وصلك مستحيل ياللي ظالمني بظنك .. أنت ماعندك دليل ومن الذي اعتز به أنه كان يأخذني معه بسيارته ليسمعني جديد أشعاره المنفذ موسيقيا ليستطلع رأيي ومن الذي لا يبرح ذاكرتي أيضا أنه وهو يعزيني في رحيل والدي رحمهما الله قال لي: أش فيك زعلان.. اعتبرني أبوك، والكل يعرف أنه محب لطلال مداح بشكل كبير.. قال لي مرة «لا تعتقد لأنك مدير أعماله.. إنك بتحبه أكثر مني». ويقول الكابتن حمود السلوة: أحب الأمير الراحل كثيرا وأحب مجالسته، كنت في ضيافته أخيرا في قصر سموه لأسمع منه ترديده لي كل ما رآني «أهلا.. بعد حيي» وهي طريقتنا الحائلية في الترحيب، رحم الله الأمير محمد العبدالله الذي طالما دعمني وشجعني في المجال الرياضي إنه «راعي فزعة وواجب، إنه يشعرك دوما بأنه الأب أو الأخ الكبير». ويقول الإعلامي الشاب في إذاعة «مكس أف أم» وليد علي والذي كان آخر من تعامل معه إعلاميا: التقيته في تغطية طرح أول البوم للفنان الشاب أنس خالد وأجريت معه حوارا حول المناسبة واتفقت معه على حوار إذاعي على الهواء يوم الجمعة الذي تلا المناسبة في برنامج «وسائد سهر» وبدأنا في بث البرومو إلا أنه رحمه الله أدخل المستشفى إلى أن غادر إلى أمريكا. كما تحدث الفنان الشاب فيصل عبدالمجيد علوي قائلا: لا استطيع إلا الترحم على سموه الذي كان لنا نحن شبان الفن أكبر داعم وقدم لنا كل ما يعيننا على المواصلة. مزيد من التفاصيل.