من منا من أبناء جيلي لم يقرأ كتاب « دع القلق وابدأ الحياة» لديل كارينجي؟ . عل أبناء هذا الجيل يقتطعون جزءا من أوقاتهم التي يمضونها أمام الكمبيوتر والتلفزيون ليقرؤوا هذا الكتاب وغيره مثل كتاب « لا تحزن» للشيخ عائض القرني. ففي هذه الكتب عظة وعبرة وتسلية. في كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» يورد المؤلف ثلاث قصص. تقول الأولى: دخل المدرس الفصل الدراسي وهو يحمل وعاء زجاجيا. أوقع الوعاء فانكسر، وانسكب اللبن على الأرض . طلب الأستاذ من تلاميذه أن يجمعوا اللبن. أسقط الأمر في أيديهم بيد أنهم تعلموا درسا في الحياة . لا تبك على اللبن المسكوب، ولكن تعلم من التجربة بدلا من أن تحاول جمع اللبن المسكوب اجتهد في ألايقع الوعاء منك فينكسر، وينساب منه اللبن. القصة الثانية: تروي حكاية صبي صغير أخذ كل ما جمعه من نقود في أحد الأعياد ووضعها في يد بائع الصفافير مقابل صفارة. وعندما علم أهله بما جرى استغرقوا في الضحك. تألم الصبي . ولكن كان من حسن حظه أن وعى الدرس. لن يشتري الصفارة .. أى صفارة .. مستقبلا بأكثر من ثمنها. ومع الأسف أن كثيرا منا ممن بلغوا سن الرشد، وتجاوزوه لم يعوا هذا الدرس بعد. تجدهم يعطون لبعض توافه الأمور حجما أكبر من حجمها الحقيقي .. ومن ثم يعانون من الهم والقلق والتفكير الممض لأمر غير ذي بال. أما القصة الثالثة: فتحكي قصة إنسان حاول عبثا أن يعبر الجسر قبل أن يصله .. هل هذا شأن صاحبنا وحده؟ بالطبع لا .. البعض منا يحاول ذلك في بعض أمور حياته تراه يحمل أرتالا من الهموم تحسبا لأمور ما زالت في علم الغيب .. قد وقد لا تحدث . لا شك أن التخطيط والتدبر والتفكير في المستقبل وشؤونه أمر هام .. ولكن أن ينقلب إلى هم يقض مضجع الإنسان وإلى قلق مزمن تجاه أحداث لم تقع بعد أمرا آخر . من تجربتي في برنامج (الطب والحياة) الذي كنت أقدمه من خلال التليفزيون قبل سنوات كنت أجد كثيرا من الرسائل التي تصلني يشكو أصحابها من علل وأمراض جسدية يتداخل معها القلق المزمن والاكتئاب والشعور بالإحباط. مع الأيام ازددت يقينا بمدى تأثير التفكير السلبي، وما يصاحبه من قلق واكتئاب على أجهزة الجسم البشري، وما يؤدي إليه من أمراض وعلل جسدية.التفكير السلبي كثيرا ما ينجم عن فكرة سلبية يوحي بها المرء لنفسه، أو يوحي بها إليه آخرون . وقد تتضخم الفكرة أو الإيحاء ليصبح عقيدة. وتنقلب المسألة البسيطة إلى هم كبير يثقل كاهل المرء . الحل الأمثل هو أن يدرب الإنسان نفسه على التفكير الإيجابي .. وهو أمر ممكن فقد جاء في الأثر « إنما الحلم بالتحلم» . ولمن شاء فليعد إلى حديثي في الأسبوع الماضي بعنوان «التفكير الإيجابي» .