اعتبر مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في مذكرة رفعها الى مجلس الأمن الدولي مجزرة التريمسة تصعيدا فاضحا، واتهم النظام السوري بالاستخفاف بقرارات المنظمة الأممية، بينما رأى رئيس المكتب السياسي للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في تصريح ل «عكاظ» أنه ما كان لنظام بشار الأسد أن يرتكب مثل هذه المجازر والاستمرار في سياسته الدموية لولا تردد المجتمع الدولي وانقسامه وجبن أغلب أعضائه، محملا المسؤولية الكاملة لما يجري في سوريا للقيادة الروسية. وقال غليون بعد كل هذا التقاعس الدولي لم يعد للشعب السوري سوى الاعتماد على نفسه وبعض الدول القليلة المستعدة لتزويده بوسائل الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن الرد الوحيد على هذا الإمعان في القتل هو تطوير الجيش السوري الحر وتسليحه حتى يتحول من جيش لحماية المدنيين إلى جيش شعبي قادر على أن يطهر الأرض السورية من عصابة الأسد. وفيما استأنف مجلس الأمن الدولي أمس مداولاته حول مشروع قرار جديد في ظل وجود نصين متعارضين، أكد عنان في المذكرة التي رفعها للمجلس أنه بات واجبا على مجلس الأمن ممارسة ضغوط لتطبيق خطته للسلام. ووصفت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس مجزرة التريمسة بالكابوس، معتبرة الوضع الميداني في سوريا يجسد بطريقة مأسوية الحاجة لتدابير ملزمة. ولفتت الى أن النظام السوري استخدم المدفعية والدبابات والمروحيات ضد الرجال والنساء ووجه عصابات الشبيحة حاملين سكاكين على الأطفال. وفي ذات السياق رأى مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جون ايرنست ان مجزرة التريمسة تزيل أي شك في ضرورة رؤية المجتمع الدولي يتحرك بطريقة منسقة بالامم المتحدة. كما أدان الاتحاد الاوروبي مجزرة التريمسة، معتبرا أنها تشكل انتهاكا صارخا لخطة السلام التي تقدم بها عنان. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان يجب تحديد المسؤولين (عن المجزرة) كي يحاسبوا على أعمالهم. ومن جهتها طالبت فرنسا مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان هذه الجريمة الجديدة، تظهر ضرورة القيام بتحرك قوي في مجلس الامن الدولي. بينما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الوقت حان لاتخاذ إجراءات دبلوماسية حاسمة. وفي تراجع عن موقفه السابق اعترف النظام السوري ضمنا بارتكاب مجزرة التريمسة. وقال مصدر عسكري أن بعض الوحدات المسلحة نفذت عملية نوعية استهدفت تجمعات لعناصر المجموعات المسلحة، واسفرت عن القضاء على أوكارها ومقتل عدد كبير من عناصرها. وكان النظام حاول تضليل الرأي العام العالمي زاعما أن مجموعات مسلحة ارتكبت المجزرة التي ارتفع عدد ضحاياها الى 305 قتلى بحسب المجلس الوطني السوري المعارض الذي أشار إلى إن قوات النظام نفذت اعدامات ميدانية في البلدة الواقعة في ريف حماة. ووصف بعثة المراقبة الدولية في تقرير عاجل الهجوم على التريمسة بأنه امتداد لعملية للقوات الجوية السورية. ووفقا للتقرير فإن مجموعة من المراقبين تمكنوا من الوصول الى مسافة تبعد ستة كيلومترات عن التريمسة ومنعهم قادة من القوات الجوية السورية من الاقتراب بذريعة «العمليات العسكرية». وراقبت المجموعة الوضع من مواقع مختلفة حول التريمسة لنحو ثماني ساعات سمعت خلالها أكثر من 100 انفجار وصوت نيران أسلحة صغيرة ومدافع رشاشة .